متلازمة داون من المشاكل التي يسببها الخلل الجيني بزيادة النسخ جزئيًّا أو كليًّا لكروموسوم 21 تبعًا للانقسام غير الطبيعي للخلايا، وتؤثر بشكل أساسي كونها أحد أسباب الإعاقة الذهنية، وتتراوح الشدة من حالة لأخرى بين بسيطة لشديدة، ويرافق هذه الإعاقة الذهنية مشكلات خَلقية وعضوية متعددة تختلف أيضًا من حالة لأخرى وتشترك جميعًا في الشكل المميز لأصحاب المتلازمة.
من المضاعفات المترافقة لهذه المتلازمة ما يُصيب الفرد من تشوهات وعيوب للجهاز الهضمي وعضلة القلب ومشاكل متعلقة بالدم و ضعف السمع والبصر و اضطراب المناعة وأن يصبح الفرد معرضًا لتلقي العدوى والالتهابات خاصةً التهابات الأذن، ويزيد الأمر حدّةً ما يتعلق بالخرف المبكر والسمنة والتطور الأبطأ للمهارات الإدراكية واللغوية مقارنة بأقرانهم.
لا يمكن علاج أصحاب متلازمة داون كليًّا، ولكن يتم العمل معهم لتطوير مهاراتهم المتعددة وتحسين حياتهم للوصول بهم لاستقلالية وقدرة عالية على تولّي أمور حياتهم. يتدخل في هذه الرحلة التأهيلية عدد من المعالجين مثل المعالِج الطبيعي لتقوية وتحسين عضلاتهم ، والمعالِج الوظيفي لتنمية مهاراتهم الحياتية والمعالِج النطقي لتقويم النطق وفيما يلي تفصيل لذلك.
يتأثر أصحاب متلازمة داون نطقيًّا بالتأخر اللغوي عادةً، و ضعف مفهومية الكلام لديهم، وصعوبة إنتاج بعض الحروف، وتتأثر طلاقة الكلام لديهم وتزيد فرص الإصابة بالتأتأة.
تنتج تلك العوائق النطقية بسبب عوامل متعددة، أهمها:
1- الإعاقة الذهنية المسببة للتأخر اللغوي وبطء النمو الإدراكي.
2- العيوب الخلقية لأعضاء النطق مثل تضخم اللسان و ارتخاء العضلات واللعاب المستمر.
3- ضعف السمع والالتهابات السمعية المتكررة وسوائل خلف الطبلة المتأثرة بقصر القناة السمعية وضعف المناعة.
4- ضعف الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى مما يصعّب تعلم المفردات الجديدة.
5- مشكلات النفس وعدم القدرة على اكمال الحديث بسبب انقطاع النفس لديهم .
يتدخل أخصائي النطق لتأهيل أصحاب المتلازمة بتمارين العضلات النطقية لزيادة قوتها والتحكم بها، رغم عدم كفايتها لجعل الكلام واضحا إلا أنها تساعد في زيادة مفهومية الكلام بشكل كبير.
ويتم العمل بشكل أساسي على زيادة المخزون اللغوي كتدخل مبكر لتفادي التأخر اللغوي، والعمل على تطوير مهارات الذاكرة. وعلى الرغم من التحديات النطقية التي يواجهها أصحاب متلازمة داون إلا أنه يمكن الوصول بهم إلى مستوى جيد جدًا من النطق السليم والمفهوم، باتباع التعليمات والنصائح المتعلقة بكل فرد.
وكنصائح عامة لذوي أصحاب المتلازمة فإنه يساعد في تطوير مهاراتهم اعتماد اللعب كطريقة للتعليم، واستخدام الأشياء المحسوسة والملموسة الأقرب للواقع في زيادة المعرفة اللغوية والمهاراتية، وتساعد قراءة القصص في زيادة المفردات وتحسين مهارات التواصل.
ويجب التنبيه بضرورة الاهتمام بكل فرد حسب اهتماماته وحالته الصحيّة وطبيعة تجاوبه وتعاونه وسلوكياته.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم