مشكلة اللسان المربوط تظهر خلقيًّا منذ الولادة، تكون بسبب قصر الشريط النسيجي (لجام اللسان) بين اللسان وأسفل الفم، مما يشكّل حاجزًا أمام حركة اللسان بحريّة وبالأخص عند إخراجه من الفم، ويصعب على الطفل رفع لسانه للأعلى. هذه الحالة ترافق المواليد الذكور بنسبة أكبر من الإناث، وأحيانًا تكون الوراثة عاملًا لظهور المشكلة.
- هل من الضروريّ علاج ربطة اللسان؟
يتم تحديد ذلك بناءً على شدّة المشكلة وتأثيرها، فإذا لم تسبب انزعاجًا يمكن تجاهلها، في الحالة متوسطة الشدة يكون لجام اللسان القصير يربط منتصف اللسان بأسفل الفم مما يدع مجالًا بسيطًا للحركة خارج الفم، وقد تكون الحالة شديدة بسبب التصاق اللسان كاملًا بأسفل الفم ما يجعل الحركة محدودة جدًا وتنعدم القدرة على تجاوز اللسان لصف الأسنان الأمامية ويشكّل اللسان عند محاولة إخراجه من الفم شكل قلب.
- ما التأثير السلبيّ لربطة اللسان؟
إذا كانت ربطة اللسان موجودة ستؤثر على كلٍّ من:
1 . صحّة وتغذية الرضيع؛ وذلك بسبب صعوبة الرضاعة لأنها تتطلب تحريكًا للسان، ما يؤدي لسوء التغذية وانزعاج الطفل خلال الرضاعة، خاصةً عندما تكون ربطة اللسان شديدة، فيكون علاجها ضروريًّا وعاجلًا.
2 . صعوبة التعامل مع الطعام، والاختناق والتقيؤ كتأثير جانبي عند البدء في تناول الطعام الصلب.
3 . نظافة الأسنان واللثة؛ ويُعزى ذلك لمحدودية حركة اللسان ما يمنع القدرة على تنظيف الفم باللسان وتراكم الأطعمة بين الأسنان ما يجعل التسوس والتهاب اللثة عرضًا متوَقَّعًا.
4 . نطق بعض الأصوات؛ وذلك يرجع لطبيعة أصوات اللغة، فبعض اللغات لا تنتج أصواتها من منتصف اللسان فلا تُشكّل الربطة عائقًا، بينما في لغتنا العربية يتأثر بشكل كبير صوتَيْ (ر) و (ل)، وفي الحالات البسيطة يتمكن أخصائي النطق من المساعدة على إنتاج الصوتين دون تدخّل جراحي، وقد لا يستطيع وهنا يُحيل الشخص للجراحة.
- ما علاج ربطة اللسان؟
يوجد طرق متعددة لذلك؛ أبرزها القصّ الجراحي، و استخدام الليزر، والكي الكهربائي.
وفي طرق العلاج جميعها يتمحور الأمر حول قطع اللجام لإعطاء حرية الحركة للسان، وتستغرق العملية بضع دقائق، وتستغرق ساعتين للشفاء عند استخدام الليزر.
تُجرى العملية للرضيع دون الحاجة لتخدير، بينما يضطر إلى التخدير لاحقًا عندما يكبر. ومن المؤكد أنه يجب تحريك اللسان بعد العملية لمنع عودة التئام اللجام كما كان.
مثل كل الإجراءات الطبيّة الجراحيّة لا بدّ من آثار جانبية، هناك آثار نادرة الحدوث جدًا، ومنها : النزيف، مشاكل في منطقة الغدد اللعابية الموجودة أسفل الفم، التهاب الجرح، تأذّي اللسان، عودة اللسان المربوط.
- كيف تؤثر ربطة اللسان على تطور النطق لدى الأطفال؟
بناءً على ما سبق، فإن تأثير ربطة اللسان يكون بتقييد حرية اللسان، ورغم الاعتقاد الشائع بأنه سبب لتأخر تطور نطق الأطفال إلا أن ذلك غير صحيح، لأن ربطة اللسان تؤثر فقط وظيفيًّا على حركة اللسان والذي يتأثر بذلك بعض الأصوات التي تنتج برفع اللسان إلى سقف الحلق.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم