اضطراب نطق الأصوات، متى نلجأ للعلاج؟
اضطراب نطق الأصوات هي تبديل صوت بصوت آخر (الأحرف الكلامية) ، كمن يقلب الراء لامًا أو غينًا، أو الجيم زايًا ، ونحو ذلك. وتظهر هذه المشكلة عند الأطفال عمومًا في بداية اكتسابهم للغة واكتسابهم للأصوات، ويُذكر أنه يمكن علاج اللثغة في أي عمرٍ كان صاحبها.
وبناء على ما سبق، فإن الطفل من الطبيعي له تبديل الأصوات قلت أو كثرت، وننظر لعمره أولاً ولنوع الخطأ الذي يحدثه وتكراراه واستمراريته وثبوته. فإنّ مفهومية الكلام لدى الطفل تقلّ بزيادة هذه الإبدالات، وعليه ننوه أن الإبدالات التي نتحدث عنها لهي إبدالاتٌ متعلقة بالصوت ذاته في موضعٍ ثابت، كأن يُبدله الطفل أول الكلمة عمومًا مهما تغيرت الكلمة ، أو وسطها أو آخرها وقد يُبدله منفردًا وحيث جاء.
ويجدر الذكر أن أول ما نُقارنه به هو عمره وعمر اكتساب الصوت الذي يبدله، وفيما يلي بيانٌ لعمر اكتساب الأصوات العربية حسب دراسة عمايرة لذلك .
1- الأصوات المكتسبة مبكرّا (من سن الثانية حتى الثالثة و 6 أشهر ) : ب ،ت،ك،ف،هـ،م،ن،ل،و
2- الأصوات المكتسبة توسطًا (من الرابعة وحتى السادسة و4 أشهر): س،ش،خ،غ،ح،ي،ر
3- الأصوات المكتسبة متأخرًا(بعد السادسة و 4 أشهر) : ط،ظ،ق،ء،ث،ذ،ز،ع،ج
فإن تجاوز عمر الطفل عمره الاكتسابي ننتقل للتأكد من عدم وجود مشاكل عضوية تؤثر على نطقه، كفراغات في الأسنان أو تكسّر لها مما سيؤثر على إنتاج الأصوات الصفيرية كالـ س،ص،ز ، أو ربطة لسان مما سيؤثر على اللام والراء، ونحو ذلك.
ونتأكد بشكل مهم وأساسي من سمع الطفل وعدم وجود ضعفٍ أو التهابٍ أو سوائل خلف الطبلة تؤثر على طريقة تلقيه للصوت مما يجعل اكتسابه صعبًا عليه.
بعد ذلك نلجأ لأخصائي النطق ليحدد بفحصه للأصوات جميعًا قدر الخلل، وعدد الأصوات المبدلة، والطريقة التي يبدل بها الطفل ، فإن بدّل الراء لامًأ يكون أخطأ موضع اللسان، وإن بدلها غينًا يكون قد أهمل اللسان ولم يعتمد عليه، وفي الحالتين ينتج الإبدال من جهلٍ بمخرج الصوت أو عدم القدرة على الإتيان به، وهذا ما سيساعد به الأخصائي عند العلاج.
يقرر الأخصائي الصوت المستهدف للعلاج أولًا –إن كانت التبديلات كُثُر- حسب عدة أمور:
1- عمر الاكتساب الصوتيّ – كما آنف ذكره وتوضيحه –
2- استعدادية الطفل لإنتاج الصوت – فقد يكون من السهل لطفلٍ إنتاج صوتٍ يصعب على آخرٍ بمثل عمره.
3- تأثير الصوت على مفهومية الحديث – فصوت الكاف مكرر جدًا في حديثنا فالأولى أن نبدأ به إن كان به إبدال لأنه يؤثر على مفهومية الكلام-.
4- نحاول الإتيان بالأصوات المبدلة التي تتعلق باسم الطفل أو عائلته تشجيعًا له للإنتاج الصحيح وتبعًا لحاجته في استخدام الصوت بكثرة في محيطه.
يبدأ أخصائي النطق بتثبيت الإنتاج الصحيح للصوت المستهدف منفردًا، ثم يُدرب الطفل عليه في مواقع مختلفة من الكلمة بدْا بأول الكلمة ثم وسطها ثم آخرها، وعند تحقيق ذلك ننتقل إلى وضع الصوت الصحيح في جمل قصيرة، نتبعها بقصة قصيرة من أحداث وكلمات متنوعة، ونتبع ذلك بالتعميم في الكلام العفويّ، ونلجأ للأهل بضرورةٍ للمساهمة في التعميم داخل المنزل وخارج الجلسات العلاجية.
يتعلق دور الأهل بالتصحيح المباشر وغير المباشر حسب عمر الطفل الذي يخضع للعلاج وبنصائح من أخصائي النطق، وذلك إما بشكل مباشر كالطلب من الطفل أن يعيد الكلمة التي بدل فيها الصوت مرة أخرى بشكل صحيح، أو بطريقة غير مباشرة بتكرار لفظ الكلمة على مسمع الطفل بشكل صحيح وبمبالغةٍ في توضيح المخرج المُبدل لينتبه الطفل ويدرك خطأه وطريقة التصحيح.
ندمج اللعب مع تعميم نطق الصوت الصحيح إذا كان عمر الطفل مناسبًا ليفهم اللعبة، بأن نضع لوحًا أمامه ونطلب منه التحدث بعفوية عن شيءٍ فعله أو وصفٍ للمدرسة أو المنزل، ونضع نجمةً أو شكلًا متفقًا عليه حال أخطأ في لفظ الصوت دون أي تعبير آخر ويدرك الطفل بذلك خطأه ويبقى منتبهًا للفظ الصحيح بعد ذلك.
لا يتعلق تصحيح الأصوات المبدلة بعمر الشخص ما دامت المشكلة لا تتعدى خطئًا في المخرج أو جهلًا به، دون مشاكل عضوية أو عصبية مكتسبة سببت ذلك، فيمكن لشخص أمضى من عمره الأربعين أن يصحح لثغة الراء لديه بزيارة المختص واتباع التعليمات والتدريبات اللازمة .
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم