من المشكلات الشائعة خلال تطور الأطفال اللغوي هو الإصابة بالتأتأة، وهي من المشكلات المحيّرة للأهل بخصوص الحاجة لجلسات علاجية أو لا، وفيما يلي تفصيل لذلك.
تحدث التأتأة عند الأطفال تبعًا لعوامل متعددة، لكن أبرزها هو التطور اللغوي وزيادة المخزون اللغوي المفاجئ وصعوبة تذكر بعض المفردات عند الرغبة باستخدامها. ونقصد بمرحلة التطور اللغوي الفترة بين العامين لخمسة أعوام تقريبًا. وقد تنشأ التأتأة لتقليد الطفل شخصَا يُتأتأ في محيطه ويكتسب منه أسلوب الحديث. وقد يعود الأمر لسبب نفسيّ كتعرض لموقف مخيف أو صدمة نفسية تؤثر عليه قلقًا.
لأجل ذلك فإن الأمر ينقسم بين حاجةٍ للتدخل وبين عدم الحاجة له، وننظر للتدخل أن يكون لازمًا في حال أتم الطفل 6 أشهر من التأتأة وهي في ازدياد وثبوت، وأن يكون هناك فردٌ في العائلة يعاني من التأتأة، وأن يكون الطفل ذكرًا، وأن يكون الطفل واعيًا لتأتأته متأثرًا بها.
يعتمد العلاج بعد ذلك بأن يكون الطفل واعيًا أو لا، فإن لم يكن فإننا تعالجه بطريقة غير مباشرة لئلا نلفت نظره للتأتأة معتمدين تعديل لحظات التأتأة بالنمذجة وهي بأن نستخدم نحن حديثًا سلسًا و مُنغمًا وأن يقلد ذلك.
وإن كان واعيًا لتأتأته متأثرًا بها، فقد يدفعه ذلك للابتعاد عن التواصل مع الآخرين، وتقليل ثقته بنفسه، وانسحابه من المجتمع. وهنا نلجأ للعلاج المباشر كما لو كان بالغًا بدءًا بتقليل الحساسية تجاه التأتاة ونحو ذلك.
يساعد أولياء الأمور في علاج التأتأة لأطفالهم في الفترة العمرية المذكورة، وقد يتخلصون منها فور ظهورها إن اتبعوا التعليمات والنصائح المطروحة:
1- تأكد أولًا أنه لا يعاني من أي مشاكل لغوية.
2- ابتعد عن توجيه الطفل بنصائح مثل: (توقف عن التأتأة، تعجّل في الحديث، ونحوها) وخاصةً أمام أقرانه والآخرين، فهذه التنبيهات تزيده قلقًا وكرهًا للكلام.
3- كن أنت النموذج السليم للحديث باتباع حديثٍ سلس وهادئ ومتعدد الفواصل، اجعل طفلك يشعر بالراحة أثناء تواصله معك.
4- لا تُكثر من الأسئلة على طفلك، واستبدل أسئلتك بالتجاوب معهم أثناء كلامهم ، فهم يتفاعلون بشكل أكبر عند تحررهم من التوتر.
5- تفاعل مع أحاديث طفلك بتعابير الوجه والجسد ولا تقاطعه أثناء تأتأته واصبر عليه لينهي حديثه كاملًا ثم علّق على ذلك، ولا تفقد التواصل البصري معهم أبدًا.
6- قلل انتقاداتك وادعم طفلك، تقبّله وأظهر اهتمامك ومحبتك في الإصغاء إليه.
7- لا تدع أحدًا ممن حولك يسخرون منه وأوقف ذلك مباشرةً.
8- قم بإحصاء المواقف التي تزيد فيها تأتأة الطفل واعمل على تقليلها ( مثل مواجهة عدد من الناس، التكلم أمام الضيوف ..).
وأخيرًا، استشر معالج النطق واللغة إن استمرت التأتأة وأردت إرشادات خاصة بحالة طفلك، وإذا أردت اصطحابه للعلاج فأخبره أن المعالج سيساعده للتحدث براحة أكبر واجعله مستعدًا لمقابلة معالج النطق.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم