تؤثر الإصابات العصبية المكتسبة مثل الجلطات الدماغية أو الإصابة بحوادث تستهدف الدماغ على النطق واللغة بعدة جوانب حسب منطقة الإصابة ودرجة الإصابة. ومن ذلك؛ ما يؤدي للإصابة بتعذر الأداء النطقي، وهو مرض عصبي المنشأ لحدوث خلل في المنطقة المسؤولة عن تذكر تسلسل موضعة العضلات النطقية كاللسان والشفتين لإنتاج الكلمات، فالعضلات النطقية سليمة ولكن المريض غير قادر على إحداث تناسق عضلي عصبي بين الحركة التي يريد فعلها والتي ينتجها، وتكون أبسط الحركات صعبة عليه كتدوير شفتيه أو تقليد تحريك لسانه كالشخص المقابل.
ويكون تعذر الأداء النطقي إما مكتسبًا بسبب إصابة دماغية أو نزيف أو ورم أو استسقاء دماغي و غيرها، وقد يكون مرافقًا منذ الطفولة ويسمى بتعذر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة ويؤثر حينها على إنتاج الطفل للمفردات وتكوينها رغم قدرته على فهمها. وتكون أعراضه غالبًا متماثلة في صعوبة إنتاج الكلمات بترتيب حروفها الصحيح، وتغير إنتاج الكلمة كل مرة وعدم ثبوت الخطأ، زيادة الأخطاء كلما زاد طول الكلمة، صعوبة في تقليد المهارات الحركية الفموية، حذف المقاطع من الكلمات.
يتم تشخيص هذا المرض بتصوير مقطعي للدماغ لتبين مناطق الضرر وتأثيرها، وعمل اختبارات فكرية ولغوية، وتقييم المهارات الحركية الشائعة، تقييم حركة الفم بحثًا عن مشاكل عضوية، تقييمات معيارية لأداء الدماغ، التقييم المرضي المفصل لحالة المصاب. قد يكون السبب عند وجوده منذ الولادة ارتباطه بمتلازمة ما، ويعد السبب غير معروف.
يقوم العلاج الذي يجريه أخصائي النطق لهذا المرض بالتركيز على إنتاج الكلمات بتقطيعها والتركيز على المقاطع و دمجها، والبدء بمقاطع بسيطة ثم إنشاء كلمة من مقطعين ونحو ذلك، وتعلّم إنتاج الكلمات بإيقاع أو بمساعدة حركة جسدية كالنقر على الطاولة عند كل مقطع، الحرص على تعلم الحركات المصاحبة للإنتاج الكلمي بمساعدة المرآة والتقليد من الأسهل للأصعب، تؤثر استمرارية التدريب واتباع النصائح بالتحسن بشكل أكبر.
يؤثر هذا المرض بشكل سلبي على تواصل المريض ويصعب فهمه، وقد يفقد المريض وظيفته بسبب ذلك ما لم يلجأ للعلاج والتدخل الطبي مباشرةً، وبما يتعلق بتعذر الأداء النطقي الخاص بالأطفال فإنه يتحسن أيضًا بشكل كبير ما دامت هناك استجابة لنصائح الطبيب وأخصائي النطق.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم