عملية زراعة الرئة من العمليات التي تحمل في طياتها العديد من المخاطر والتوقعات والنتائج المتباينة, لكنها بالأساس تهدف إلى التخلص من رئة غير سليمة وإستبدالها بأخرى سليمة لا تعاني من الأمراض, وهي عملية يتم اللجوء إليها في العادة عند وجود إحتمالية فقدان المريض لحياته خلال عام إلى عامين بسبب وجود بعض المشاكل الصحية في الرئة التي لم تستطيع الأدوية علاجها او التخفيف منها على الأقل.
ومن المهم معرفة أن عملية زراعة الرئة ليست كباقي العمليات الجراحية الأخرى من ناحية الإنتشار فهي عملية غير شائعة وهذا يعود لقلة الأشخاص المتبرعين برئة سليمة بعد وفاتهم, أما لغة الأرقام فتقول أن أعداد عمليات زراعة الرئة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2010 بلغت نحو 1800 عملية, وبالنسبة لأعمار الخاضغين فقد تراوحت ما بين 18_65 عاما وهناك ايضا بعض الحالات النادرة لأطفال ومتقدمي جدا بالسن قد خضعت لزراعة رئة .
المخاطر المتوقعة
كما أشرنا سابقا أن عملية زراعة الرئة تحمل في طياتها بعض المخاطر والمضاعفات التي على المريض توقع حدوثها والتعرض لها, ومنها:
_الإصابة بالعدوى.
_التعرض للنزيف.
_رفض الجسم للرئة المزروعة وعدم تقبلها.
_الإصابة بتجلطات في الدم.
_حدوث إنسدادات في الأوعية الدموية التي تم ربطها بالرئة المزروعة.
_حدوث إنسدادات بالشعُب الهوائية.
_الإصابة بوذمة رئوية بدرجة شديدة حيث يتخللها تجمع لكميات كبيرة من السوائل.
عن الحديث عن إحتمالية تعرض المريض لمضاعفات ومخاطر لا بد من الإشارة أن السنة الأولى بعد زراعة الرئة هي الأكثر أهمية لأن مثل هذه المضاعفات والمخاطر تكون متوقعة خلال تلك الفترة.
ماذا عن رفض الجسم للرئة المزروعة؟
قد تكون مسألة رفض الجسم للرئة المزروعة والجديدة هي أكثر ما يقلق المريض والطبيب لوجود إحتمالية كبيرة للتعرض لذلك, كما أن هذا الرفض يُعد ردة فعل طبيعية للجسم عند محاولة دخول الأجسام الغريبة للجسم وهذه تكون مهمة الجهاز المناعي الذي يقوم بمهاجمة العضو الجديد على إعتبار أنه مصدر تهديد له, ومن أجل تقليل فرص تعرض المريض لرفض جسمه الرئة المزروعة فإنه يتم اللجوء لبعض أنواع من الأدوية التي تعمل على تثبيط الجهاز المناعي وفاعليته أمام الرئة المرزوعة, لكن بذات الوقت لا بد من توقع الإصابة ببعض التأثيرات الجانبية لتناول هذه الأدوية.
نسب النجاح
قد تكون نسب نجاح عملية زراعة الرئة هي الأكثر أهمية وأكثر ما يسأل عنه المريض, وهنا لا بد من توضيح أن نسب نجاح مثل هذه العمليات قد شهدت تحسنا بالسنوات الأخيرة, حيث بناء على أرقام صادرة من جمعية زرع الأعضاء البريطانية فإن هناك 9 أشخاص من أصل 10 ينجون من عملية زراعة الرئة, كما أن معظم هؤلاء الأشخاص يعيشون سنة إضافية على الأقل بعد خضوعهم لهذه العملية وهناك 5 أشخاص من أصل 10 يبقون على قيد الحياة على الأقل لمدة خمس سنوات بعد خضوعهم للعملية, كما أن هناك ايضا العديد من الأشخاص يعيشون لمدة 10 سنوات على الأقل بعد خضوعهم للعملية, إذن نسب نجاح عملية زراعة الرئة مسألة متفاوتة من مريض لأخر لكنها بالعموم شهدت تحسنا وتقدما بالسنوات الأخيرة.
ما هي النتائج المنتظرة من عملية زراعة الرئة؟
نتائج عديدة يتوقع المريض حدوثها بعد الخضوع لعملية زراعة الرئة وأهمها أن يتخلص من تلك المشكلات الصحية التي يعاني منها بسبب الرئة غير السليمة, ومن أبرز هذه المشاكل هي إصابته بضيق التنفس عند قيامه بأي نشاط حتى لو كان بسيطا وبالتالي تحسن حياة وصحة المريض بشكل عام, وفيما يتعلق بالأبحاث التي تتحدث عن ذلك فقد أشارت العديد منها إلى أن 80% من الأشخاص الذي خضعوا لعملية زراعة رئة لا يتم تقييد نشاطهم الجسدي الذي يقومون به كل يوم في العادة وهناك ايضا 40% من الأشخاص الذي خضعوا لزراعة رئة إستمروا بدوامهم بشكل جزئي.
ما هي التوقعات بعد الخضوع لعملية زراعة الرئة؟
وفيما يتعلق بالتوقعات الناتجة عن عملية زراعة الرئة فهي مختلفة من مريض لأخر حيث ذلك يعتمد بشكل كبير على الحالة العامة لصحة المريض الذي سيجرى له عملية زراعة الرئة وصحة المتبرع بها, ومن أبرز التوقعات والنتائج بعد زراعة الرئة هي:
_تحسين الحالة الصحية العامة للمريض الذي يعاني بالأساس من بعض الأمراض المزمنة في الرئة.
_بعض الدراسات أشارت إلى أن العديد من المرضى الذين خضعوا لزراعة رئة قد تعرضوا لإصابة بالعدوى البكتيرية بشكل متكرر يليها الإصابة بمضاعفات صحية ناتجة عن إلتهاب في القصبات الهوائية, ومثل هذه التوقعات في الغالب يتعرض لها المريض عند إجراء العملية بطريقة غير مشروعة.
_المرضى المصابون بإنتفاخ في الرئة عند إجرائهم لعملية زراعة رئة هذا يعمل على إطالة عمرهم بشكل كبير, بالمقابل ليس جميع المرضى الذين يعانون من الإنتفاخ الرئوي يحتاجون إلى زراعة رئة.
أخيرا لا بد من التأكيد على أن إلتزام المريض بحياة وأنماط صحية هو الأهم بعد إجرائه لعملية زراعة الرئة لأن ذلك هو السبيل الوحيد للحفاظ على صحة الرئة المزروعة ومنع تعرض المريض لمضاعفات صحية سلبية وخطيرة, ومن أهم تلك الأنماط الصحية هو تجنب المريض للتدخين وعدم تناول الكحوليات والإلتزام بغذاء صحي متوازن.
موسوعة طبكم المعرفية _ منصة طبكم
