البلغم او المخاط الذي يُعد مرافقا لكثير من حالات السعال سواء الناتجة عن الزكام او نزلات البرد اوغيرها, كما أنه يخرج من الفم او الأنف ضمن كميات قليلة لكنها تزداد في الحالات المرضية, ويعتبر البلغم من الوسائل الدفاعية عن الجسم أمام الجراثيم ومختلف الملوثات عدا أن السعال يحتوي على العديد من المكونات من ضمنها الأجسام المضادة والتي تعتبر الشيفرة التي من خلالها يتم التعرف على أي أجسام غريبة تدخل إلى الجسم وخاصة الجهاز التنفسي مثل البكتيريا والفيروسات.
اللافت أن البلغم دائما متواجد في منطقة الحلق ضمن كميات بسيطة وطبيعية, لكن لا يُلاحظ إلا عند الإصابة بمشكلة صحية او في حال إلتصاقه بأي جزئيات غريبة, وحينها يصبح البلغم ذو سماكة كبيرة ويؤدي إلى شعور المريض بالإنزعاج وعدم الراحة, لكن ما العلاج المناسب للتخلص من البلغم او على الأقل التخفيف منه؟
الطرق العلاجية للبلغم
طرق عديدة من الممكن اللجوء إليها من شأنها علاج البلغم والتخلص منه وطرده إلى خارج الجسم, ومن هذه الطرق هي:
_رطوبة الهواء, حيث يؤدي التعرض للهواء خاصة إذا كان جافا إلى تهيجات في منطقة الحلق والانف مما ينتج عن ذلك زيادة كميات البلغم, لذلك من الأفضل وضع مرطب في الهواء لتحسين قدرة الشخص على النوم وبقاء الأنف نظيفا ومنع تعرض الأنف لأي إلتهاب.
_تناول كميات كبيرة من السوائل, وذلك للحفاظ على ترطيب الجسم بشكل مستمر بهدف بقاء البلغم رقيقا وعدم زيادة سماكته, لذلك من المهم عند الإصابة بنزلات بردية او الزكام ان يتم يتناول كميات كبيرة من السوائل لتخفيف سماكة البلغم وزيادة قدرة الجيوب الأنفية على تصريف الكميات المختلفة منه.
_ إستخدام منشفة دافئة, حيث يمكن للمصاب بالسعال أن يلجأ لهذه الطريقة بوضع منشفة مبللة بالماء الدافئ ويعد ذلك من الطرق الفعالة ايضا في التخفيف من الصداع الناتج عن الجيوب الأنفية, كما أن إستخدام المنشفة المبللة بالماء الدافئ يعمل على ترطيب الأنف والحلق كما أن الحرارة المتواجدة بها تساعد على التخفيف من مقدار الضغط والألم بذات الوقت.
_عدم اللجوء للأدوية, حيث دائما ينصح عند الإصابة بالسعال عدم الإسراع في التخلص منه وعلاجه من خلال الأدوية, والسبب يعود إلى أن السعال وسيلة دفاعية يلجأ لها الجسم لمحاربة الجراثيم والإفرازات وإبعادها عن الرئة والحلق, لكن إذا كان ولا بد من إستخدام الأدوية فيفضل أن تكون الكميات مناسبة وعدم الإفراط في ذلك حتى لو كان الدواء من النوع الآمن.
_اللجوء لبعض الأنواع من البخاخات الأنفية, ويقصد بها البخاخات الملحية حيث لها القدرة على التخلص من البلغم والتخفيف منه كما أن مثل هذه المحاليل تساعد على التخلص من المواد المهيجة للحساسية المتواجدة في الأنف والجيوب الأنفية.
_الغرغرة بالمياه المالحة, حيث الغرغرة بماء مضاف إليه الملح يساعد في التخفيف من إحتقانات الحلق والتخلص من البلغم المتواجد فيه.
_ إبقاء الرأس مرتفعا, وخاصة عند النوم ويمكن ذلك من خلال إستخدام مجموعة من الوسائد ووضعها أسفل الرأس, وتجنب قدر المستطاع وضعية الإستلقاء وذلك بسبب أن هذه الوضعية تجعل المريض يشعر بتجمع كميات كبيرة من البلغم في المنطقة الخلفية من الحلق.
_تجنب التدخين, حيث من المهم الإمتناع عند التدخين بشكليه سواء الإيجابي أم السلبي لأن التدخين عموما يسهم بشكل كبير في زيادة كميات البلغم وهذا يشكل تحديا عند محاولة التخلص منه.
_التقليل من إستخدام البخاخات الأنفية, وهي البخاخات التي تكون مضادة للإحتقان لأن مثل هذه الانواع من البخاخات تعمل على تجفيف الإفرازات والتخفيف من شدة السيلان الأنفي وبالتالي يصعب التخلص من البلغم وعلاجه.
هل من علاجات أخرى؟
صحيح أن كل ما ذكر سابقا عبارة عن علاجات للبلغم في سبيل التخلص منه او تخفيفه على الأٌقل, لكنها تبقى ممارسات يجب الإلتزام بها, وماذا الأن عن العلاجات الدوائية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج البلغم والتي نذكر منها:
_مذيبات البلغم, ومثل هذه الأدوية يتلخص دورها في التقليل قدر المستطاع من لزوجة وسماكة البلغم من خلال العمل على تكسير جزئياته وحينها يقل إلتصاقه بجدار المجاري الهوائية.
_مقشعات البلغم, ومثل هذه الأدوية يتلخص دورها في العمل على تقليل سماكة البلغم وزيادة رقته وحينها يصبح من السهل التخلص منه وعلاجه.
_مضادات الهيستامين, ويتلخص دورها في تقليل مفعول وكفاءة الهيستامين الذي يتزايد فور التعرض للمهيجات والمثيرات, وهي ايضا من الأدوية التي في العادة يتم اللجوء إليها عند الإصابة بالنزلات البردية والسيلان.
_المضادات الحيوية, والتي تصرف عندما يكون المسبب الرئيسي للإصابة بالبلغم هو العدوى البكتيرية.
هل هناك عوامل تزيد من فرص تكون البلغم؟
لا بد من الإنتباه جيدا إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي لها دور بارز في زيادة فرص تكون وظهور البلغم, ومنها:
_شرب كميات قليلة من الماء, او شرب السوائل التي تسحب كميات كبيرة من سوائل الجسم كالشاي والقهوة.
_الإستخدام الغير صحيح لبعض الأدوية, حيث هناك أدوية في حال إستخدامها تؤدي إلى الجفاف وهذا بدوره يزيد من فرص تكون وظهور البلغم, ومن هذه الأدوية مضادات الهيستامين.
_البقاء في بيئة جافة, مثل إستخدام أجهزة التكييف فهذا يعمل على جفاف المكان الذي يتواجد فيه المريض الذي من المهم أن يبقى في بيئة رطبة.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم