التليف الرئوي واحد من الأمراض الصعبة التي تصيب الرئة ويحمل في طياته أعراضا صعبة أهمها ضيق التنفس الذي يزيد تدريجيا مع تقدم المرض, كما ان التليف الرئوي يؤدي إلى عدم تمكن الرئة من القيام بوظائفها وعلى رأسها توصيل الأكسجين بكميات جيدة ومناسبة إلى كافة أنحاء الجسم.
وللإصابة بالتليف الرئوي عدة أسباب من ضمنها العامل الوراثي, والتعرض للمهيجات كدخان السيارات والمصانع, او روث الحيوانات, او العلاج الإشعاعي الذي يخضع له بعض المرضى, او تناول بعض الأنواع من الأدوية كأدوية العلاج الكيماوي, والإصابة ببعض المشكلات الصحية كتصلب الجلد, لكن مع ذلك الكثير من حالات الإصابة بالتليف الرئوي تعتبر مجهولة السبب أي لا أسباب واضحة او معروفة أدت إلى الإصابة به.
العلاج الذي يخضع له مريض التليف الرئوي
بالنسبة للعلاج الذي يُقدم لمرضى التليف الرئوي فهو متعدد الخطوات, لكن هذه العلاجات لا تعمل على إنهاء هذه المشكلة الصحية وتخليص المريض منها, بل تعمل على إبطاء تطور المرض والتخفيف من بعض الأعراض مثل مشكلة ضيق التنفس حيث تعمل العلاجات على تحسينها.
وللأسف فإنه حتى الأن لا يوجد إي علاجات طبية إستطاعت أن تثبت فاعليتها في عالم التليف الرئوي وعملت على إيقاف المرض, لكن العلاجات التي في العادة يخضع لها المريض هي:
_العلاج من خلال الأكسجين, واللافت أن هذا العلاج لا يعمل على إيقاف التلف الحاصل في الرئة بسبب المرض وإنما يعمل العلاج بالأكسجين على تحسين عملية التنفس, كما أنه يعمل على التقليل من التعرص للأثار الصحية السلبية الناتجة عن قلة الأكسجين وليس ذلك فقط بل إن العلاج بالأكسجين يعمل بذات الوت على التقليل من ضغط الدم الذي يصيب الجانب الأيمن من القلب, ويعمل على تحسين نوم المرض, كما أن تلقي الأكسجين قد يكون في أثناء نوم المريض او خلال أوقات ممارسته الرياضة وهناك بعض المرضى يحتاجون إلى الأكسجين بشكل متواصل خلال اليوم وهناك إسطوانات مخصصة يمكن للمرضى إستخدامها وأخذها معهم في أي مكان.
_العلاج الدوائي, والتي بدورها تخفف من حدة بعض الإلتهابات وتعمل على تثبيط الجهاز المناعي ومن أبرزها الكورتيزون.
_العلاج بالعقاقير المضادة للتليف, والتي تعمل على منع علمية التندب في الرئة.
_إعادة التأهيل الرئوي, ويقصد بذلك خضوع المريض لبرنامج مخصص يحتوي على مجموعة من التمارين وتعليم المريض وتقديم المساعدة له حول كيفية التنفس بطريقة سلسلة وسهلة, ويكون الهدف من خضوع المريض لهذا البرنامج هو مساعدته في السيطرة على الأعراض وتحسين نشاط المريض خلال اليوم.
_إحداث بعض التغيرات في نمط حياة المريض, مثل:
1. الإقلاع عن التدخين.
2. الإبتعاد عن التدخين السلبي.
3. الحرص على الإلتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن.
4.إراحة الجسم قدر المستطاع والإبتعاد عن الإجهاد والتعب.
5.ممارسة مجموعة من التمارين الرياضية, لكن بشرط أن يتم إختيار تلك التمارين من قبل الطبيب حتى تتناسب مع الوضع الصحي للمريض ولا تسبب له الإجهاد والتعب.
_تجنب المسببات, ويعتبر ذلك واحد من الطرق العلاجية التي لها دور بتحسين صحة المريض حيث من المهم تجنب المسبب الذي أدى للتليف فإذا كان المسبب هو التعرض للمهيجات فيجب الإبتعاد عنها قدر المستطاع.
_اللجوء للزراعة, ويقصد هنا زراعة الرئة وهذا من ضمن الخيارات التي يتم اللجوء إليها في حالات التليف الرئوي المزمنة والمتقدمة وهنا قد يكون رأي الطبيب هو ضرورة زراعة الرئة لكن في العادة تكون للأشخاص الذين يبلغون أقل من 65 عاما, ولهذا الخيار العديد من الإيجابيات والسلبيات منها أن زراعة الرئة تعطي فرصة للمريض للعيش لفترة أطول لكن بذات الوقت قد يرفض الجسم هذه الرئة وتسبب له العدوى.
الأدوية
بالعودة إلى ما يتعلق بالأدوية الخاصة بمرض التليف الرئوي فهناك بعض الخيارات مثل دواء "بيرفنيدون" ودواء " نينتيدانيب" وهذه الأدوية لها دور بإبطاء تقدم وتطور مرض التليف الرئوي مجهول السبب, واللافت أن مثل هذه الأدوية قد حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء من أجل إستخدامها ومأمونيتها, كما أن هناك مجموعة أخرى من الأدوية تخضع للتطوير والتحديث من أجل علاج التليف لكن لم تحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء لإستخدامها.
أما بالنسبة لدواء "نينتيدانيب" فإستخدامه ينطوي عليه التسبب ببعض الأثار الجانبية مثل الإصابة بالغثيان والإسهال, أما الدواء الأخر وهو "بيرفنيدون" لإستخدامه أثار جانبية مثل ظهور الطفح الجلدي بالإضافة إلى الغثيان والإسهال.
أما مرضى التليف الرئوي مجهول السبب في العادة يتعرضون بشكل مستمر لمشكلة الإرتجاع المعدي المريئي, لذلك لا بد من تناولهم للأدوية المضادة للحموضة للتخفيف من هذه المشكلة لديهم.
كيفية الوقاية
في الواقع يمكن الوقاية من الإصابة بالتليف الرئوي إلى حد ما وذلك من خلال:
_ضرورة إرتداء أقنعة خاصة او أجهزة تنفس خلال العمل في المهن التي يتعرض فيها الشخص لمواد كيماوية او غبار بشكل كبير ومستمر.
_الإقلاع عن التدخين, والإبتعاد عن التدخين السلبي.
_تجنب المهيجات قدر المستطاع لضررها المباشر على الرئة, مثل غبار الفحم ودخان المصانع والسيارات وغبار السيليكا.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم