من المعروف أن حساسية الأنف لها طرق علاجية عديدة تهدف إلى التخفيف من الأعراض وشدتها وتمكين المصاب من ممارسة حياته بشكل طبيعي بعيدا عن تأثره بالأعراض المزعجة المرافقة لحساسية الأنف, وقد شهدت هذه الطرق العلاجية تقدما وتطورا كبيرا وتم إستحداث طرق جديدة مبتكرة ولها فاعلية في علاج هذه الحساسية.
لمحة عامة عن علاج الحساسية
الأدوية واللجوء إليها هي واحدة من أهم طرق علاج حساسية الأنف ومن أبرز انواع الأدوية المستخدمة لذلك هي:
_مضادات الهيستامين, وهناك أسماء عديدة لمضادات الهيستامين التي يتم اللجوء إليها للتخفيف من الأعراض المرافقة للحساسية الأنف من أهمها الحكة وسيلان الأنف والعطاس.
_الكورتيكوستيرويدات, وهي من أفضل الخيارات الدوائية لعلاج حساسية الأنف لقدرة هذا النوع من الأدوية على التخلص من أعراض حساسية الأنف عدا عن ميزة سعرها المنخفض.
_مزيلات الإحتقان, وهي ذات شكلين الأول فموي والاخر على شكل بخاخ للأنف لكن ما يعيب هذا النوع من الأدوية هو أنه ليس مناسبا لكل الأشخاص حيث المرضى الذين يعانون من مشاكل وأمراض في القلب او إرتفاع في مستوى ضغط الدم لا يناسبهم إستخدام مزيلات الإحتقان لدورها في رفع مستوى ضغط الدم.
_مضادات الإلتهاب, لكن ما يعيب هذا النوع هو أنه أقل فاعلية من الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج حساسية الأنف فهي أقل فاعلية من مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات.
ماذا عن العلاج المناعي؟
بعد الحديث بشكل مفصل عن تفاصيل العلاج بالأدوية لحساسية الأنف, جاء الوقت الأن للحديث عن العلاج المناعي لهذه الحساسية, فما هو هذا العلاج بشكل مفصل؟
العلاج المناعي للحساسية هو علاج يهدف إلى تخفيض الحساسية لدى المصاب ومحاولة توفير الراحة له لأطول وقت ممكن, ويقوم هذا العلاج على تعريض المصاب لكافة مسببات الحساسية الأنفية لديه بشكل دائم وذلك من خلال تقديم الحُقن اوالقطرات او الأقراص, ويمتاز العلاج المناعي بأنه علاج طويل المدة حيث يستمر خضوع المصاب لهذا العلاج لفترات طويلة تترواح ما بين 3_5 سنوات تقريبا مع الأخذ بعين الإعتبار أن لكل حالة خصوصية بهذا الشأن.
ومن أهم مسببات الحساسية التي يستطيع العلاج المناعي علاجها هي:
_حبوب اللقاح.
_الجراثيم الناتجة من العفن.
_وبر الققط والكلاب.
_عث الغبار.
_لدغات ولسعات الحشرات.
_الريش.
مبدأ عمل العلاج المناعي
العلاج المناعي يعتمد بالدرجة الأولى على إدخال جرعات من مسببات الحساسية إلى الجسم, لكن هذه الجرعات تكون بكميات صغيرة جدا وتتم هذه العملية كما أشرنا سابقا خلال عدة سنوات, وبعد ذلك يصبح الجهاز المناعي في جسم المصاب غير قادر على التفاعل مع تلك المسببات وبالتالي يصبج الجسم محميا منها, وصحيح أن مدة العلاج طويلة تمتد لسنوات لكن مع ذلك يبدأ المريض بالتحسن وتقل إعراض حساسية الأنف لديه بشكل ملحوظ بعد 4_5 أشهر من بدء العلاج المناعي, ومع إنتهاء العلاج تنتهي رحلة المعاناة من الحساسية بشكل دائم.
أشكال العلاج المناعي
أشرنا سابقا أن العلاج المناعي يتم من خلال مجموعة من الطرق وهي الحُقن والأقراص والقطرات, وهناك تفاصيل متعلقة بهذه الأشكال وهي:
_العلاج المناعي بالحُقن, حيث يتم ذلك من خلال إستخدام إبرة صغيرة لا تسبب أي أذى او ألم وتحتوي هذه الإبرة على كمية قليلة جدا وبسيطة من مسبب الحساسية مع زيادة هذه الجرعة بشكل تدريجي للوصول في النهاية إلى الجرعة المحددة كاملة, ويتم إستخدام هذه الحُقن مرة واحدة في كل إسبوع ثم تصبح مرة واحدة شهريا لعدة سنوات, وأهم ما يتعلق بهذا الشكل من العلاج المناعي أن هذه الحُقن لا يجوز ان يخضع لها الأطفال تحت سن الخامسة.
_البخاخ, الأقراص, القطرات, حيث جميعها يتم إستخدامها تحت اللسان لمدة بضع دقائق فقط ثم بعد ذلك يتم بلعها, ولهذه الأشكال عدة مزايا وعيوب ومن أبرز المزايا أنه يمكن اللجوء لهذه الطرق والمصاب متواجد في المنزل حيث لا يحتاج الأمر لذهابه للطبيب, لكن العيوب تتمثل في أن هذه الطريقة أكثر تكلفة وأٌقل فاعلية من الحُقن في علاج حساسية الأنف.
ولضمان نجاح العلاج المناعي ينصح بعض الاطباء عدم قيام المصاب بأي مجهود او نشاط بدني او ممارسة أي تمارين رياضية في اليوم الذي خضع فيه للعلاج المناعي بعض النظر عن شكل العلاج المستخدم, كما يفضل عدم الذهاب لحمامات السباحة او حمامات الساونا في ذات اليوم.
ومن المسائل الهامة أنه لا يجب اللجوء للعلاج المناعي إلا بعد لجوء المريض إلى إستخدام الأدوية لكن لم تأتِ بنتيجة وفاعلية في علاج الحساسية, حينها يتم اللجوء إلى العلاج المناعي وهذا القرار يكون بإستشارة الطبيب وتأكده أن المريض أصبحت الأدوية لا تعطي نتائج إيجابية مع الحساسية التي يعاني منها.
ما هي الفئات التي لا يناسبها العلاج المناعي؟
هناك مجموعة من الفئات لا يناسبها العلاج المناعي بالتالي عليهم عدم اللجوء لهذا الخيار لعلاج حساسية الانف, وهذه الفئات هي:
_الأطفال تحت سن ال5 أعوام.
_النساء خلال فترة الحمل.
_الأشخاص الذين لديهم مشاكل صحية في القلب.
_الأشخاص المصابين بحساسية الغذاء, لأن هذه الفئة لا تستجيب للعلاج المناعي بالتالي لا فائدة منه.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم
