التدخين يعد واحدا من أهم أسباب الوفاة الإصابة بسرطان الرئة, سواء كان التدخين إيجابيا وهو ممارسة التدخين بشكل مباشر او سلبيا وهو إستنشاق الدخان الذي يصدر من المدخن, كما يسبب التدخين الكثير من الأمراض الشديدة والمزمنة في الجهاز التنفسي وهذا يعمل على التأثير على أجهزة والأعضاء الأخرى في الجسم بسبب إنخفاض كميات الأكجسين الواصلة إليها الناتجة عن امراض الرئة بسبب التدخين, ومن خلال هذا التقرير سنقدم أرقاما ونسب صادرة عن منظمة الصحة العالمية تتعلق بالتدخين, إلى جانب معرفة كيف يمكن تنظيف رئة المدخن وإمكانية عودتها إلى طبيعتها بعد الإقلاع عنه.
أرقام
معدلات عالية جدا تؤشر على وجود الخطر هي ما وصلت إليه نسب ومعدلات تعاطي السجائر في منطقة الشرق المتوسط, حيث وصلت ما يقارب 38% نسبة المدخنين من الرجال و4% من النساء, أما في بلدان أخرى إرتفعت المعدلات أعلى من ذلك بكثير حيث وصلت إلى 52% نسبة المدخنين من الرجال و22% من النساء, أما بالنسبة إل نسب التدخين لدى فئة الشباب حيث وصلت إلى ما يقارب 42% من الفتية و31% من الفتيات, ومثل هذه الأرقام والمعدلات فإنها تنذر بوجود خطر كبير خاصة في ظل إرتفاع هذه النسب بشكل أكبر مع تقدم الوقت.
أما بالنسبة إلى التوقعات فهي ليست بالجيدة حيث تشير التوقعات أنه بحلول عام 2025 ستترفع النسب بشكل أكبر في منطقة الشرق الأوسط وهذا سيزيد من نسب الإصابات بأمراض الرئة ومشكالها الصحية المختلفة,
كيف يمكن تنظيف الرئة؟
هناك عدة طرق الهدف الأساسي منها هو تنظيف الرئتين سواء إذا كان الشخص مدخنا او غير مدخن لكنها طرق أكثر اهمية بالنسبة للمدخنين, ومن أبرز هذه الطرق هي:
_الإقلاع التام عن ممارسة التدخين, وهذه تعد أهم وأول الخطوات وتضمن ذلك التدخين بكافة أشكاله سواء السجائر او الشيشة.
_الإلتزام بنظام غذائي محدد, وهناك أنظمة غذائية عديدة تتركز على مجموعة من الأطعمة والمأكولات التي تعزز من صحة الجهاز التنفسي وصحة الرئتين, مثل بعض أنواع الخضار كالبروكلي , القرنبيط, الملفوف, او تناول أطعمة تمتاز بمضونها المضاد للإلتهابات مثل الكرز, الكركم, الزيتون.
_ممارسة الرياضة, لأن ممارسة التمارين الرياضية بمختلف أنواعها وأشكالها من شأنه تعزيز صحة وقدرات الرئتين وهذا له علاقة مباشرة بتعزيز صحة العضلات والقلب ومد جميع أعضاء الجسم بالكميات التي تحتاجها من الأكسجين, لكن يجب الإنتباه إلى أن هناك بعض المرضى الذين يعانون من الإصابة ببعض أمراض الرئة المزمنة قد يكون من الخطر على صحتهم ممارسة بعض أنواع من التمارين الرياضية لكن ذلك لا يعني عدم ممارستهم لأنواع أخرى.
_هواء المنزل, حيث من المهم الإنتباه إلى ضرورة نقاء الاكسجين المتواجد في المنزل وتحسين جودته وهذا يمكن الوصول إليه من خلال إستخدام جهاز تنقية الأكسجين.
_العمل على تغيير كافة فلاتر المنزل, حيث من المهم القيام بهذه الخطوة إلى جانب تنظيف جميع الفتحات بشكل جيد مثل الفتحات المتواجدة في حمامات المنزل, والفتحات الموجودة في المكيفات, والفتحات المتواجدة في التدفئة, والفلتر الخاص بالفرن المنزلي.
_التخلص من أي روائح في المنزل, وخاصة إذا كانت روائح صناعية مثل رائحة المنطفات المنزلية او رائحة بعض العطور المخصصة لإضافة رائحة جيدة للمنزل لأن تركيبتها تتضمن موادا كيمائية ذات تأثيرات على الرئة مثل التسبب بتهيجها.
_إستنشاق الأكسجين النقي, حيث يمكن الذهاب لمكان طبيعي لإستنشاق أكسجين نقي حيث يعمل ذلك على توسيع الأنسجة الرئوية وتعزيز قدراتها على العمل بشكل صحيح وسليم.
_ممارسة ما يطلق عليه "النقر", أي إستلقاء الجسم بشكل كامل ثم العمل على إمالة الرأس قليلا إلى الوراء ثم النقر من أعلى إلى أسفل, ومثل ذلك قد يجدي نفعا في التخلص من إفرازات الرئتين.
_العلاج من خلال البخار, إي العمل على إستنشاق البخار المتصاعد من الماء الساخن ومن شأن ذلك أن يعمل على فتح الممرات الهوائية وزيادة قدرة الرئة على التخلص من الإفرازات كالمخاط, وإضافة الرطوبة إلى الأكسجين في الجسم مما يعمل ذلك على تحسين عملية التنفس وجعلها أكثر كفاءة عدا أن هذا البخار يساهم في تخفيف المخاط المتواجد في الرئة والقنوات الهوائية.
_اللجوء لبعض الأعشاب, مثل تناول الشاي الأخضر الذي له دور مهم بتعزيز صحة الرئة والتقليل من تعرضها للإلتهابات بسبب مضمون الشاي الأخضر من المواد المضادة للأكسدة, كما يعمل على حماية الأنسجة الرئوية من التأثيرات السلبية الناتجة عن التدخين.
_السيطرة على السعال, لأن السيطرة على السعال من شأنه أن يساعد الرئة على التخلص من المخاط ومضمونها من السموم التي تتواجد في القنوات الهوائية, وهناك العديد من الطرق المنزلية التي يمكن إتباعها تساعد بشكل كبير على هذا الأمر.
هل يمكن عودة الرئة إلى عملها الطبيعي بعد الإقلاع عن التدخين؟
قد يكون من أكثر التساؤلات التي يطرحها المدخن على نفسه او على الطبيب هو في مدى إحتمالية عودة الرئة إلى عملها بشكل طبيعي بعد الإقلاع والتوقف عن التدخين, وفي الواقع أنه بعد توقف الشخص عن ممارسة التدخين تبدأ الرئة لديه بالعودة إلى عملها الطبيعي مباشرة لكن بشكل تدريجي, حيث تنخفض كميات ثاني أكسيد الكربون من الدم, بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم إلى مختلف أعضاء الجسم وهذا يعمل في النهاية على زيادة قدرة الشخص على التنفس بشكل أفضل من قبل وبشكل أطول وأعمق, عدا أن الأهداب التنفسية تبدأ أيضا بإصلاح نفسها, بالمقابل قد يستمر في كثير من الحالات السعال مع الشخص لفترة ما بعد إقلاعه عند التدخين لكن هذا الأمر لا يستدعي القلق لان ذلك يُعد موشرا على أن الأهداب تعمل على التخلص من الكميات الزائدة من المخاط.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم
