ثقب القصبة الهوائية او ما يطلق عليه ايضا فغر الرغامي هو من الإجراءات الطبية التي يتم اللجوء إليها لأسباب عديدة لحل مشكلة ضيق التنفس, ويكون هذا الإجراء بشكل مؤقت او دائم وتقوم هذه العملية بالأساس على إجراء ثقب في منطقة الرقبة أسفل الحبال الصوتية بهدف تكوين ممر هوائي لعملية التنفس .
وهناك حالات شديدة تستدعي اللجوء لإجراء ثقب القصبة الهوائية منها معاناة المريض من حالة صحية ما يحتاج خلالها إلى إستخدام أجهزة تنفس صناعي لفترات طويلة, او معاناة المريض من حالة صحية معينة نتج عنها إغلاق وتضيق في المجاري التنفسية كسرطان الحلق مثلا, بالإضافة إلى إصابة المريض بصدمة كبيرة في منطقة الرأس او الرقبة والتي تؤدي إلى صعوبات في عملية التنفس وحالات طبية أخرى عديدة.
كيف يتم إجراء ثقب القصبة الهوائية؟
بعد خضوع المريض لفحوصات عديدة تؤكد الحاجة إلى إجراء ثقب القصبة الهوائية يتم إتخاذ القرار بإجراء الثقب, وأهم الإجراءات التي إتباعها هي كالتالي:
_تخدير المريض تخديرا كاملا من خلال فني التخدير, مثل أي عملية جراحية أخرى.
_قيام الطبيب بإجراء شق في الجهة الأمامية السفلية لمنطقة الرقبة.
_ثم يتم إجراء قطع في القصبة الهوائية.
_ثم يتم إدخال إنبوب مرن وهو إنبوب ثقب القصبة الهوائية بهدف إدخاله لهذه المنطقة.
_يتم العمل على ثبيت الإنبوب في موضعه الصحيح وذلك من خلال الغرز او من خلال شريط جراحي.
_من المهم معرفة أن هذا الإجراء الطبي أي ثقب القصبة الهوائية يستغرق مدة تتراوح بين 20_45 دقيقة.
ماذا بعد إجراء ثقب القصبة الهوائية؟
بعد إجراء عملية ثقب القصبة الهوائية يحتاج المريض إلى فترة تعافي ونضج هذا الثقب إلى عدة أسابيع, مع ذلك هذه المدة تختلف من شخص لأخر وهذا يعتمد على الحالة الصحية العامة للمريض, وهناك عدة جوانب من المهم الإنتباه إليها بعد إجراء ثقب القصبة الهوائية وهي:
_من المهم الحرص على نظافة الإنبوب خلال تواجده في القصبة الهوائية, وتكون مهمة شرح طريقة تنظيف الإنبوب للمريض بالتفصيل هي للأطباء الذي أشرفوا على العملية, والهدف من بقاء الإنبوب نظيفا هي منع تعرضه لأي عدوى بكتيرية او أي مضاعفات صحية أخرى.
_على المريض أن يعرف أن هناك صعوبات ستواجهه في عملية البلع وتناول الطعام, لذلك يتم تغذية المريض من خلال اللجوء للمحاليل الوريدية وتناول المكملات الغذائية بالطريقة الفموية او من خلال الأنف.
_كما على المريض أن يعرف أن هناك صعوبات أخرى ستواجهه في الكلام لأن الزفير بعد إجراء ثقب القصبة الهوائية يخرج من إنبوب الثقب بدلا من الحنجرة, لكن هذه الصعوبات تذلل من خلال مساعدة أخصائي نطق والذي يقوم بتعليم المريض الكلام من خلال مجموعة من التدريبات والتمارين, كما أنه أصبح بالأونة الأخيرة أجهزة خاصة لها دور في توجيه تدفق الهواء حتى يستطيع المريض التكلم بشكل أسهل.
_من المهم الإلتزام بوضع المحاليل الملحية في الإنبوب وذلك بالطبع تحت إشراف الطبيب, وتهدف هذه الخطوة إلى التقليل من الهواء الجاف وبالتالي التقليل من أي تأثيرات للتهيج والسعال والإفرازات التي تخرج بسبب جفاف الهواء.
_إلتزام المريض بإستخدام آلة مخصصة للتخلص وشفط أي إفرازات قد تنتج بسبب جفاف الهواء.
المضاعفات المحتملة لثقب القصبة الهوائية
لا عملية جراحية تخلو من إحتمالية التعرض لمضاعفات صحية وأثار جانبية ومن ضمنها ثقب القصبة الهوائية, حيث يكون المريض معرض للإصابة بمضاعفات تقسم إلى:
_مضاعفات صحية خلال إجراء ثقب القصبة الهوائية او بعدها بساعات او أيام قليلة.
_مضاعفات صحية بعد فترة طويلة من إجراء ثقب القصبة الهوائية.
_مضاعفات صحية بعد فترة طويلة جدا من إجراء ثقب القصبة الهوائية.
أما تفصيل تلك المضاعفات هي:
1_المضاعفات الصحية خلال او بعد إجراء ثقب القصبة الهوائية, هي مضاعفات صحية تظهر على المريض خلال عملية ثقب القصبة الهوائية او بعدها بساعات او أيام قليلة ومنها:
_التعرض للنزيف.
_إحتباس كميات كبيرة من السوائل في الرئتين, وفي الطبقات العميقة المتواجدة في الصدر.
_تجمع كميات كبيرة من الدم في منطقة الرقبة وهذا ينتج عنه ضغطا كبير على هذه المنطقة.
_وجود إنتفاخات تحت الجلد وهذا بسبب إحتباس الهواء تحت الجلد حول منطقة ثقب القصبة الهوائية.
_وجود مشاكل عديدة في الإنبوب.
_تعرض العصب إلى إصابات, وهذا العصب مهمته تحريك الحبال الصوتية.
_تضرر المريء.
2_مضاعفات صحية بعد فترة طويلة من إجراء ثقب القصبة الهوائية, ومن أبرزها:
_تلوث الأنسجة التي تتواجد في المنطقة المحيطة بالإنبوب.
_إزالة الإنبوب بشكل عرضي.
_تعرض الإنبوب للتلف وذلك لأسباب عديدة منها وجود ضغط كبير على هذا الإنبوب, نمو البكتيريا وهذا ينتج عنه الإصابة بإلتهابات في المنطقة المحيطة بالإنبوب وبالتالي ظهور ندب في الأنسجة, او نتيجة وجود إحتكاكات ما بين الأنسجة المتواجدة في الرقبة والإنبوب بسبب الحركة الكثيرة للمريض.
3_مضاعفات صحية بعد إجراء ثقب القصبة الهوائية بوقت طويل جدا والتي يطلق عليها مضاعفات متأخرة, ومن أبرز تلك المضاعفات هي:
_ وجود تآكل في القصبة الهوائية.
_تشكل نتواءت.
_ تهيجات حول الإنبوب.
_وجود تضيق في مجرى التنفس.
_ظهور وتكون ما يسمى بالناسور الرغامي المرئي.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم