السعال المزمن هو السعال الذي يستمر لمدة طويلة تصل إلى أكثر من ثمانية أسابيع وقد يصاحبه بعض الأعراض الأخرى المزعجة مثل ضيق التنفس ومشاكل في النوم وغيره, واللجوء للأدوية هو الخيار الأول للقضاء والتخلص من السعال المزمن, فما هي التفاصيل العلاجية لهذه المشكلة الصحية؟
كيف يتم تحديد علاج السعال؟
قبل تقديم العلاج المناسب للمصاب بالسعال المزمن من المهم معرفة نوع هذه السعال, ومدته, وأهم الأعراض المرافقة له, والأسباب التي أدت لحدوثه, وأي مشاكل مرضية أخرى يعاني منها المريض.
لا يحبذ دائما اللجوء للأدوية لعلاج السعال عموما خاصة إذا كان مرافقا للنزلات البردية وحالات الزكام لأنه يكون في هذه الحالة مجرد عَرض مؤقت وحتى إن إحتاج السعال لعلاج فيكون بدون الحاجة لوصفة طبية, لكن في حال إستمراره لمدة طويلة وبدأ يسبب إنزعاجا للمريض والتأثير على سير حياته العملية والإجتماعية وعلى النوم لديه, فهنا لا بد من اللجوء للعلاج الدوائي وخاصة للذين يعانون من مشاكل صحية أخرى فقد يكونون هنا بحاجة إلى مستنشقات وعلاجات أخرى مختلفة.
لمحة عامة حول العلاج الدوائي والسعال
تتوفر العديد من الأدوية التي تعالج السعال ومعظمها لا يحتاج إلى وصفة طبية, ومثل هذه الادوية تعالج السعال لكن إذا كان السعال بسبب مشكلة صحية ما فهي لا تعالجها أي لا تعالج المسبب, وفي العادة يجب تجنب تقديم هذه الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية للأطفال الذي هم أٌقل من 6 أعوام, أما الاطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 6_12 عاما فيجب قبل تقديم هذه الأدوية لهم إستشارة الطبيب او الصيدلاني.
ويفضل دائما ترك السعال يشفى لوحده دون تناول الأدوية, لأن أغلب حالات السعال تبدأ بالتحسن من تلقاء نفسها بدون أي علاج دوائي, بينما في حال كان السعال جافا فإن تناول الأدوية يساعد على وقفها في حالات أخرى على طرد البلغم.
أهم أدوية التي تعالج السعال
من أهم الأدوية التي تستخدم لعلاج السعال هي:
_المقشعات, حيث تتكون الأدوية المقشعة من مجموعة من المواد التي لها فاعلية في زيادة كميات الإفرازات المخاطية من الماء وهذا يعمل على زيادة ملحوظة في لزوجتها وسهولة التلخص منها.
ومن المهم معرفة أن الأدوية المقشعة لا تعمل على وقف السعال وإنما يتركز عملها على تسهيل التخلص من المخاط وهذا امر مهم جدا في حالات السعال التي يرافقها البلغم, ولا يتوقف عمل المقشعات على ما ذُكر سابقا بل أيضا إنها تعمل على التخفيف من الإحتقانات في منطقة الصدر والتي تنتج بسبب النزلات البردية والزكام.
_ مضادات السعال, ويهدف إستخدام هذه الادوية إلى التقليل من السعال وتخفيض عدد مرات التعرض له, لذلك هذه المضادات يتم اللجوء إليها في حال السعال الجاف فقط والذي يكون خاليا من المخاط والبلغم, اما اللجوء إليه في حال كان السعال مليء بالبلغم فهذا يحمل خطورة على المريض.
_مضادات الإحتقان, وهي أحد أنواع الأدوية التي تعمل على إنقباض الأوعية الدموية التي تتواجد في منطقة الأنف والرئتين لذلك تعمل هذه المضادات على تخفيض الإحتقانات التي تحدث بسبب عدة مشاكل مرضية منها الحساسية والرشح وغيرها, وتتوافر مضادات الإحتقان على عدة أشكال هي السائل, والأقراص, والبخاخات, والقطرات, مع ضرورة التأكيد أن بعض أشكال مضادات الإحتقان كالبخاخات والقطرات يجب أن يكون إستخدامها محدد الجرعة أي يجب إستخدامها ضمن فترة زمينة محددة لا تتجاوز ثلاثة أيام.
_الأدوية المركبة والتي تتضمن أكثر من مادة دوائية, أي تلك الأدوية التي تضم أكثر من نوع دواء واحد في ذات الوقت مثل مضادات الإحتقان ومضادات الهيستامين ومسكنات الألم, ويهدف إستخدام هذه الأدوية ليس لعلاج السعال فقط وإنما للتخفيف والتخلص من الأعراض المرافقة له, حيث يتم إختيار الدواء المركب بناء على الأعراض المرافقة للسعال فعلى سبيل المثال إذا كان السعال مرافقا للحساسية وإحتقان في الأنف يتم وصف مضادات الهيستامين وهكذا.
_مضادات الهيستامين, والتي ترتكز في عملها على تخفيض إنتاج مادة الهيستامين او إيقاف فاعليتها في الجسم, وهناك مجموعتين من مضادات الهيستامين وهما المجموعة الاولى التي تسبب النعاس والثانية التي لا تسبب النعاس او أنها تسبب نعاسا بحالات أقل من المجموعة الأولى.
كيف يكون إستخدام أدوية السعال صحيحا؟
حتى يكون إستخدام أدوية السعال مسألة آمنة وصحيحة لا بد من تقديم مجموعة من النصائح والتعليمات الهامة ومن المهم التقيد بها عند تناول أي دواء يتعلق بالسعال, ومن هذه التعلميات هي:
_عدم إستخدام دواء السعال لفترات تزيد عن إسبوع واحد.
_قراءة مكونات الدواء جيدا والتأكد أنه من النوع المقشع أم مضادا للسعال.
_الإنتباه جيدا أثناء إستخدام الأدوية المركبة, لانها يجب أن تتناسب مع الأعراض الظاهرة على المريض إلى جانب السعال وهذا ما أوضحناه سابقا.
_تناول الجرعة المحددة فقط من دواء السعال, وعدم الإستهانة في ذلك حتى لو كان الدواء من الأنواع الآمنة, لأن هناك أدوية تعالج السعال في حال إستخدام جرعات عالية منها تؤدي إلى مشاكل عدة مثل تلف الدماغ والتشجنات.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم