إن مرض السل من الأمراض الخطيرة والمعدية التي لها القدرة على الإنتقال من شخص لأخر من خلال الرذاذ الذي يخرج أثناء العطاس او السعال او البصق, حيث يصيب هذا المرض بشكل أساسي الرئتين لكن قد ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم, وتعتبر البكتيريا السليّة هي المسبب للمرض.
وهناك ثلاثة أنواع من السل هي النوع الكامن, والنشط, والمقاوم للأدوية, أما أعراضه فتتمثل في إرتفاع في درجة الحرارة, والسعال الذي يستمر لفترة زمنية قد تكون طويلة كما أن هذا السعال قد يرافقه الدم او البلغم, بالإضافة إلى الإصابة بالقشعريرة, والتعب العام بالجسم, ونزول مفاجئ بالوزن, وفقدان الشهية, والتعرق خاصة في ساعات الليل.
كيف يتم تشخيص المرض؟
أما فيما يتعلق بكيفية تشخيص مرض السل للتأكد من الإصابة او عدمها فهذا يتم من خلال نوعين من الإختبارات وهما:
_إختبار الجلد الخاص بمرض السل, والذي تركز على حقن الجلد في منطقة الذراع بكمية قليلة من البروتين.
_إختبارات للدم خاصة بمرض السل,حيث يتركز هذا الفحص على مدى تفاعل الجسم مع البكتيريا المسببة للسل.
يُعد إختبار الجلد إيجابي النتيجة وإختبارات الدم طرق لمعرفة إذا كان المريض قد أصيب ببكتيريا السل فقط بشكل عام, لكنها لا تعطي نتائج حول إذا كان السل من النوع الكامن ام تطور ليصبح نشطا, وفي حال أظهرت هذه الإجراءات أن الشخص مصاب بالسل هنا يتم الخضوع لإجراءات أخرى لمعرفة إذا كانت هذه العدوى من النوع الكامن أم النشط, وقد تكون من ضمن هذه الإجراءات التشخيصية هي التصوير بالأشعة السينية أي تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية والتي تهدف إلى التأكد من وجود بقع او درنات في الرئة, لأن وجودها يُعد مؤشرا إلى أن العدوى هي نشطة بينما في حال خلو الرئة منها فهذا مؤشر على أن السل من النوع الكامن.
كما قد يتم اللجوء لإجراءات أخرى وهي:
_أخذ عينة من البلغم وفحصها.
_تصوير منطقة الصدر من خلال الأشعة المقطعية.
_إجراء تنظير للقصبات الهوائية.
_أخذ خزعة من الأنسجة الرئوية.
ما هو علاج مرض السل؟
تعتبر القاعدة الأساسية في علاج مرض السل هي اللجوء إلى المضادات الحيوية وتتراوح فترة الخضوع لتلك المضادات من ستة أشهر إلى إثني عشر شهرا, ومن المهم أن يتم أخذ العلاج بشكل كامل حتى لا يعود السل مرة أخرى للجسم لأنه في حال عودته تتحول البكتيريا المسببة للسل من النوع المقاوم للمضادات الحيوية مما يجعل العلاج صعبا جدا.
أما الطرق العلاجية لمرض السل فهي بالأساس تعتمد على نوعه, وتكون كالتالي:
_السل الرئوي الكامن, والذي يكون علاجه من خلال إعطاء المريض لمجموعة من الأدوية المعالجة للبكتريا ومنع تطورها إلى النوع النشط, وهناك عدة أدوية تستخدم لهذا النوع مثل: ريفابنتين, ريفامبين, أيزونيازيد ومثل هذه الأدوية قد تعطى بشكل منفرد او مجتمعة مع بعضها لمدة طويلة تصل إلى تسعة أشهر تقريبا.
_السل الرئوي النشط, قد يعتمد علاج هذا النوع على أكثر من دواء في آن واحد لمدة تتراوح بين 6_12 شهرا ومن أبرز الأدوية التي تستخدم لهذا النوع مثل: إيثامبوتول.
_السل الرئوي المقاوم للأدوية, والذي تمتد فترة علاج هذا النوع إلى ما يقارب ال30 شهرا.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض الأدوية المعالجة للسل والتي أشرنا إلى بعضها سابقا قد تؤدي إلى الإصابة ببعض المشاكل والإضطرابات في الكبد, وهنا تظهر أعراض مرتبطة بتلك المشاكل وحينها لا بد من مراجعة الطبيب وإخباره عن ذلك, كما من المهم إجراء إختبارات خاصة بالكبد وهي إختبار وظائف الكبد بشكل دوري خلال فترة العلاج, ومن أبرز تلك الأعراض هي:
_فقدان للشهية.
_الشعور بألم في البطن.
_الإصابة باليرقان.
_تغيرات في لون البول إلى الداكن.
_الإصابة بالغثيان والإستفراغ بدون أسباب لذلك.
_إرتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 3 أيام.
ما هي الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالسل؟
هناك بعض الفئات معرضة لخطر لإصابة بمرض السل بشكل أكبر من غيرها, ومن أبرز هذه الفئات إعتمادا على تصنيف مراكز مكافحة الأمراض والوقاية هي:
_الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز.
_الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات من خلال الوريد.
_الأشخاص الذين خالطوا مرضى السل.
_الأشخاص الذي يعملون او يعيشون في بعض الاماكن التي ينتشر فيها السل مثل السجون.
_الأشخاص الذين يعملون في مؤسسات النظام الصحي ويقومون بمعالجة مرضى السل.
_الأشخاص الذي يعيشون او يعملون في بعض الدول التي ينتشر فيها مرض السل كآسيا وإفريقيا.
نصائح للتعايش مع المرض
من الأفضل على مرضى السل أن يتبعوا مجموعة من الطرق والنصائح التي من شانها أن تساعدهم على التعايش مع المرض, ومنها:
_الإلتزام التام بالنظافة الشخصية وقواعد السلامة العامة.
_الإلتزام بكافة إرشادات وتعليمات الطبيب.
_الإلتزام بتناول نظام غذائي صحي ومتوزان.
_ضرورة تناول العلاج طوال الفترة الزمنية المحددة من قبل الطبيب.
_تناول المكملات الغذائية والفيتامينات وهذا من باب زيادة كفاءة وفاعلية العلاج بالأدوية.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم