هل سمعتم من قبل بما يسمى "زراعة الرئة"؟ إنها واحدة من ضمن الخيارات التي يتم اللجوء إليها لعلاج بعض المشاكل الصحية عندما تكون في مراحل متقدمة وتكون حينها زراعة الرئة الحل الوحيد لإنقاذ المريض من الموت, فما هي زراعة الرئة بشكل مفصل وما هي الحالات المرضية التي تحتاج إلى زراعة رئة؟
ما هي عملية زراعة الرئة؟
تعتبر زراعة الرئة عملية جراحية تهدف لإستبدال الرئة المصابة بأخرى صحية وسليمة وفي العادة يتم أخذ هذه الرئة السليمة من شخص متوفى, وقد تكون الزراعة لرئة واحدة او لكلا الرئتين وهذا يُحدد بناء على الحالة الصحية للمريض, كما أن عملية زراعة الرئة لا تقتصر على عُمر معين حيث يمكن لكل الأعمار الخضوع لها بدءا من الأطفال حديثي الولادة حتى من بلغ ال65 عاما, وحالات أخرى قد تكون لمن تجاوز هذا السن.
وكما ذكرنا في العادة يتم أخذ الرئة من شخص متوفى تبرع بها قبل موته مع ذلك هناك حالات أخرى يتم أخذ جزء من الرئة من شخص حي, واللافت أن مثل هذه العمليات لا يتم إجراؤها دائما او بشكل مستمر وهذا يعود إلى قلة المتبرعين.
من هم الذين يحتاجون لزراعة رئة؟
تجرى زراعة الرئة في حالات محددة وهي:
_الشخص الذي يعاني من عدة مشاكل خطيرة في الرئة ولا يمكن علاجها ولا بأي طريقة من الطرق.
_الشخص الذي من المحتمل أن يعيش لمدة قصيرة لا تزيد عن سنة في حال لم يتم زراعة الرئة له.
أما أبرز المشاكل الصحية والأمراض التي في حال الإصابة بها فإنها تحتاج إلى زراعة رئة هي:
_الإصابة بإنتفاخ في الرئة.
_الإصابة بتليف في الرئة.
_الإصابة بالتليف الكيسي الشديد.
_الإصابة بمرض الإنسداد الرئوي المزمن.
_الإصابة بإرتفاع في ضغط الشريان الرئوي.
_الإصابة بأمراض القلب او عيون القلب الخلقية التي لها تأثيرات على الرئة.
_الإصابة ببعض المشاكل الصحية التي ينتج عنها تلف شديد في الرئة, مثل مرض كثرة المنسجات, ورم الأوعية اللمفاوية, الساركويد.
وبعد كل ذلك يجب النتويه إلى أنه ليس شرطا أن أي شخص يعاني من الأمراض والمشاكل السابقة يجب زراعة الرئة له ويحتاج إليها, لأن ذلك يتم بناء على قرار الطبيب الذي يتخذه إعتمادا على الحالة الصحية للمريض ومدى تطورها, كما أن زراعة الرئة لا ينصح بها كعلاج لمرض سرطان الرئة.
ما الذي يحدد تناسب زراعة الرئة مع المريض؟
هناك مجموعة من العوامل هي التي تحدد مدى تناسب زراعة الرئة مع المريض وحالته وهل هي علاجا مناسبا أم لا, لأن اللجوء لزراعة الرئة قد يكون خيارا غير جيد في كثير من الحالات ومنها:
_لدى المريض عدوى مصاب بها حاليا او تكرر لديه.
_لدى المريض تاريخ طبي شخصي غير قديم بالسرطان او إصابته الحالية بالسرطان وينتشر في أجزاء عدة بجسده.
_إصابة المريض ببعض المشاكل الصحية الخطيرة, مثل أمراض القلب والكبد والكلى.
_عدم رغبة المريض او عدم قدرته على إجراء بعض التغيرات في نمط حياته بهدف الحفاظ على صحة الرئة المتبرع بها إليه, مثل عدم رغبة المريض الإقلاع عن التدخين او ترك شُرب الكحول.
_عدم تواجد الدعم النفسي من الأهل والأصدقاء.
أنواع زراعة الرئة
هناك عدة انواع لزراعة الرئة وهي:
_عملية زرع رئة واحدة فقط, وهنا يتم التخلص من رئة واحدة من المريض وإستبدالها برئة واحدة أخرى من المتبرع, وتعتبر عملية زراعة رئة واحدة أكثر إستخداما لعلاج مرض التليف الرئوي لكن بنفس الوقت لا تتناسب مع المرضى الذين يعانون من التليف الكيسي وهذا بسبب أن العدوى في هذه الحالة ستنتقل من الرئة المريضة إلى السليمة التي تم التبرع بها.
_عملية زراعة رئتين, وهنا يتم التخلص من رئتي المريض وإستبدالهما برئتين جديدتين من قبل المتبرع, ويتم اللجوء لعملية زراعة رئتين لعلاج مرض التليف الكيسي ومرض الإنسداد الرئوي.
_عملية زرع رئتين وقلب, وهنا يتم التخلص من قلب ورئتي المريض وإستبدالها بقلب ورئتين من شخص متبرع, ويتم اللجوء لذلك في حال الإصابة بإرتفاع ضغط الدم الرئوي الشديد.
مخاطر زراعة الرئة
تنطوي على عملية زراعة الرئة الكثير من المخاطر قد تصل احيانا إلى موت المريض وأهم هذه المخاطر رفض الجسم للرئة الجديدة والإصابة بالعدوى, لكن كيف يتم ذلك؟
بالنسبة لرفض جسم المريض الرئة الجديدة, فهذا يتم لأن الجهاز المناعي في الجسم يقوم بطبيعة الحال برفض أي أجسام غريبة تحاول الدخول إليه, وفي حال وجود تطابق بين المريض والمتبرع سيقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الرئة المزروعة او الرئتين المزروعتين او حتى برفضهما, لكن كلما تقدم الوقت تقل خطورة رفض الرئة المزروعة في الجسم.
وهذا هو السبب لإعطاء بعض الأدوية المناعية للمريض بعد خضوعه لعملية زراعة رئة, حيث من خلال هذه الأدوية يتم تثبيط عمل الجهاز المناعي من أجل منعه من رفض الرئة المزروعة, لكن اللافت في هذا الأمر أن المريض قد يحتاج لتناول هذه الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم
