أمراض مزمنة مختلفة قد تكون من نصيب الجهاز التنفسي وتحديدا الرئة, كما أنها أمراض يصعب علاجها وينتج عنها مشاكل ومضاعفات خطيرة جدا, ومن هذه الأمراض هو تليف الرئة الذي سنتحدث عنه بشكل مفصل خلال التقرير.
ما هو مرض تليف الرئة؟
مرض تليف الرئة هو واحد من الأمراض الخطيرة جدا ويسبب مضاعفات صحية سيئة تطال الكثير من الأجهزة والأعضاء في الجسم, وينتج عن تليف الرئة تلف وصلابة في الأنسجة المتواجدة في الرئة وهذا يؤدي إلى عرقلتها عن القيام بوظائفها ومهامها الأساسية وأهمها توفير الكميات اللازمة من الأكسجين للجسم وهذا ما يسبب فشل في عمل الرئة وفشل في عمل أعضاء أخرى عديدة كالقلب.
كما أن المصاب بالتليف الرئوي يعاني من صعوبات وضيق في التنفس عند القيام بأي مهام او نشاطات مهما كانت بسيطة وغير متعبة في العادة, عدا أن الإصابة بالتليف ذات إرتباط بمجموعة من العوامل من أبرزها التعرض للمثيرات مثل التدخين, او الإلتهابات, او إستنشاق المواد الكمياوية, والعامل الوراثي الذي له دور ايضا بالإصابة.
الأعراض
اللافت في مسألة الأعراض المرتبطة بالتليف الرئوي أنها تكون عبارة عن أعراض بسيطة وخفيفة في المراحل الأولى للمرض, لكن مع تقدم الوقت تشهد هذه الأعراض تطورا ملحوظا, ومن أبرزها:
_إنخفاض مفاجئ في الوزن.
_مشاكل وصعوبات في التنفس.
_الشعور بالتعب والإجهاد المستمر.
_الإصابة بكحة جافة ومزمنة.
_ألم في منطقة العضلات والمفاصل.
_الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر.
_تقوس الأضافر والأصابع.
الأسباب وراء التليف الرئوي
أسباب متعددة وراء الإصابة بالتليف الرئوي من أهمها:
_العامل الوراثي والجينات.
_تربية الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب والطيور.
_التعرض للمثيرات البيئية مثل ملوثات السيارات, دخان المصانع, غبار الحبوب.
_التعرض لدخان السجائر.
_العلاج الإشعاعي, للمصابين بالأورام.
_تناول بعض أنواع من الأدوية, مثل الأدوية التي تنظم دقات القلب وأدوية العلاج الكيماوي.
_الإصابة ببعض الإلتهابات سواء البكتيرية او الفيروسية.
_تعرض الجهاز المناعي لبعض المشاكل والإضطربات مثل إلتهاب المفاصل الروماتيدي.
لكن اللافت في هذا الموضوع أن هناك العديد من حالات الإصابة بالتليف الرئوي تم تسجيلها لأسباب غير محددة وغير معروفة وهذا ما يطلق عليه تليف الرئة مجهول السبب, أما بالنسبة للعامل الوراثي فإنه مسؤول عن 10_15% من حالات الإصابة بالتليف الرئوي.
هل من عوامل تزيد فرص الإصابة بالتليف الرئوي؟
بالطبع هناك مجموعة من العوامل لها دور بزيادة فرص الإصابة بالتليف الرئوي وهي:
_السن, حيث تعتبر فئة البالغين سواء الذين هم في منتصف العمر او كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة بالتليف الرئوي, لكن مع ذلك تم تسجيل حالات إصابة بالتليف ضمن فئة الأطفال والرُضع.
_الجنس, حيث يعتبر الرجال عرضة للإصابة بالتليف الرئوي من النساء خاصة الذين يصابون به للأسباب مجهولة.
_التدخين, حيث يعتبر المدخنون او الذين كانوا مدخنين سابقين هم أكثر عرضة للإصابة بالتليف الرئوي.
_العمل ضمن بعض الأعمال والمهن, مثل الذين يعملون في مهنة التعدين او البناء.
ما هي المضاعفات المحتمل الإصابة بها نتيجة التليف الرئوي؟
عند الإصابة بالتليف الرئوي لا يتوقف الأمر على ذلك حيث يصبح المصاب معرض للكثير من المضاعفات ومنها:
_الإصابة بسرطان الرئة.
_إصابة الرئة بالعدوى.
_الإصابة بإرتفاع ضغط الدم الرئوي, الذي يؤثر بشكل محدد على شرايينن الرئة.
_الإصابة بما يعرف بالقلب الرئوي, أي فشل القلب من الجانب الأيمن.
_الإصابة بتجلطات دم في الرئة.
_فشل الجهاز التنفسي, ويتعرض المريض لذلك في المراحل الأخيرة من مرض التليف الرئوي وهذا نتيجة لإنخفاض الأكسجين في الدم لمستويات خطيرة جدا.
كيف يتم تشخيص التليف الرئوي؟
من أجل الكشف عن الإصابة بالتليف الرئوي والتأكد او نفي الإصابة لا بد من التشخيص الذي يكون من خلال :
_ التوجه للمريض بمجموعة من الأسئلة على رأسها التاريخ العائلي للإصابة بالمرض إن تواجدت.
_معرفة الطبيب لأبرز الأعراض التي يعاني منها المريض, ومعرفة مدى تعرض المريض للمثيرات كالغبار والمواد الكيماوية ودخان السيارات.
_قيام الطبيب بفحص المريض سريريا خاصة الرئتين والتنفس.
_ اللجوء للأشعة السينية لتصوير منطقة الصدر, التي يتم من خلالها بيان النسيج الندبي للتليف الرئوي كما يمكن اللجوء لهذا النوع من الصور لمتابعة الإصابة في مراحل العلاج, لكن في بعض الحالات لا تكون هذه الصور كافية بالنسبة للطبيب وخاصة عندما تكون نتيجتها طبيعية بالرغم من وجود الأعراض وهنا يُجرى المزيد من التشخيص.
_إجراء صورة مقطعية لمنطقة الصدر, وذلك لتحديد مدى التلف الحاصل بالرئة نتيجة الإصابة بالتليف.
_إجراء مخطط صدى القلب, والذي يهدف إلى معرفة كميات الضغط التي تحدث في الجانب الأيمن من القلب.
_إجراء فحوصات وظائف الرئة, والتي تتضمن قياس كل من التنفس, حجم الرئة, قدرة المرض على الإنتشار, وإجراء إختبار الجهد بالإضافة إلى إجراء فحوصات لغازات الدم الشرياني.
_أخذ خزعة, حيث يتم أخذ خزعة بإحدى الطريقتين وهما تنظير القصبات او الخزعة الجراحية ثم فحص هذه الخزعة.
_ إجراء بعض الإختبارات للدم, مثل وظائف الكبد والكلى ومجموعة أخرى من الفحوصات الأخرى والتي يكون الهدف من إجرائها إستبعاد وجود أي أمراض أدت إلى الإصابة بالتليف الرئوي.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم