إن السعال يُعد أحد الأعراض التي ترافق بعض المشاكل الصحية وقد يكون بحالة جافة او رطبة وقد يرافقه نزول الدم في بعض الحالات لكن ليس ذلك شرطا فهذ يعتمد على طبيعة المرض المصاب به الشخص والمرحلة التي وصل إليها من الإصابة, إذن السعال موضوع واسع جدا وكبير لكن في بعض الأحيان يكون السعال هو المشكلة الصحية ذاتها, فهل سمتعم من قبل عن السعال الديكي؟! اليوم سنتعرف عليه بشكل مفصل وعلى الكثير من المعلومات التي تتعلق به.
ما هو السعال الديكي؟
يعرّف السعال الديكي على أنه عدوى شديدة جدا تصيب الجهاز التنفسي يتميز بظهوره على شكل نوبات سعال شديدة متقطعة قد يصحبها صعوبة في التنفس وظهور صوت صفير من منطقة الصدر, كما أن السعال الديكي ينتقل بسرعة وسهولة حيث أنه شديد العدوى وغالبا ما يصيب فئة الأطفال والرضع لكن لا تنحصر الإصابة على هذه الفئة فهو من الممكن أن يصيب البالغين والمراهقين ايضا.
وإذا أردنا العودة إلى سنوات ماضية فإن السعال الديكي كان يعتبر أحد الأمراض التي تصيب الأطفال لكن بعد ذلك تم إكتشاف مطاعيم مخصصه له, أما في الوقت الراهن فإن السعال الديكي يصيب الأطفال الذين لم يكملوا تطعيماتهم بعد او فئة المراهقين او حتى البالغين الذي لديهم ضعف بالجهاز المناعي.
الأعراض
وفي الحديث عن أعراض السعال الديكي فإنها تعتمد على مرحلة المرض وإلى أين وصل حيث في المرحلة الأولى لا تظهر على المريض أي أعراض, لكن بعد مرور ما يقارب من 7_10 أيام وهي فترة حضانة المرض فإن الأعراض تبدأ بالظهور, وتكون في البداية مشابهة بشكل كبير لأعراض حالات الزكام والنزلات البردية, والأعراض هي:
_إرتفاع في درجة حرارة الجسم.
_إحمرار لون العيون ونزول الدمع منها بشكل لافت.
_سيلان من الأنف وإصابته بالإحتقان.
_السعال الجاف.
_الشعور بالتعب العام في الجسم.
جميع الأعراض المذكورة سابقا هي عبارة عن أعراض متربطة بالسعال الديكي في المرحلة المبكرة للعدوى, أما إذا اردنا الإشارة إلى أبرز الأعراض التي تظهر نتيجة السعال الديكي في المرحلة الإنتيابية فهي:
_الإصابة بالإستفراغ بعد السعال.
_تغير لون الوجه إلى اللون الأحمر, وذلك نتيجة التعب والإجهاد الذي يكون مرافقا للسعال.
_ظهور صوت شهيق يكون مرافقا لعملية التنفس بعد السعال.
_السعال المرافق له نزول البلغم.
أسباب السعال الديكي
وفي الإنتقال إلى الأسباب المؤدية للإصابة بالسعال الديكي فهو ناتج عن الإصابة بأحد انواع البكتيريا التي يطلق عليها بورديتيلية السعال الديكي, وتنتقل العدوى من شخص مصاب إلى أخر سليم من خلال تطاير الرذاذ المحمل بالجراثيم عند السعال او العطاس.
المضاعفات المحتملة نتيجة السعال الديكي
إن إصابة فئة البالغين بالسعال الديكي غالبا لا ينتج عنه أي مضاعفات صحية, لكن في حال ظهورها فهي تكون أثارا جانبية بسبب السعال المستمر لديهم, ومن أبرز تلك المضاعفات المحتملة بسبب السعال الديكي هي:
_الإصابة بفتق في منطقة البطن.
_ظهور علامات كدمات على منطقة الأضلاع.
_إصابة الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد ببعض الأضرار.
وفي الحديث عن مضاعفات الإصابة بالسعال الديكي لدى فئة لأطفال وتحديدا الرضع الأقل من 6 أشهر فتكون تلك الأثار والمضاعفات عليهم أكبر, وهي كالتالي:
_صعوبات وضيق في التنفس.
_تضرر الدماغ لديهم.
_الإصابة بإلتهاب رئوي.
_الإصابة بالجفاف او إنخفاض الوزن بسبب عدم القدرة على الرضاعة بشكل طبيعي.
_الإصابة بنوبات سعال مستمرة بين الحين والأخر.
وفي حال إصابة هذه الفئة أي الرضع دون الستة أشهر بالسعال الديكي يجب التوجه بهم إلى أقرب مستشفى او طبيب, وذلك لتقديم العلاج المناسب لهم ومنع إصابتهم بالمضاعفات المذكورة سابقا لخطورتها على صحتهم وحياتهم, وفي كثير من الحالات يتم إدخالهم إلى المستشفى.
كيف يتم تشخيص السعال الديكي؟
عندما نتحدث عن كيفية تشخيص السعال الديكي فإن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على الفحص السريري من قبل الطبيب بإستخدام السماعة لمعرفة الوضع الصحي لمنطقة الصدر بالإضافة إلى معرفة أبرز الأعراض الظاهرة على المريض, أما تأكيد الإصابة بالسعال الديكي من عدمها فيتم ايضا من خلال فحوصات الدم والتي تهدف إلى الكشف عن وجود الأجسام المضادة للبكتيريا والتي سببت العدوى بالسعال الديكي.
علاج السعال الديكي
إن علاج السعال الديكي يعتمد على عًمر المريض ومرحلة المرض لديه, حيث قد يتم اللجوء إلى إستخدام المضادات الحيوية وذلك في أول ثلاثة أسابيع من الإصابة بالسعال والهدف من ذلك هو منع إنتقال عدوى المرض وخاصة إذا المصاب هو من فئة الأطفال الأٌقل من ستة أشهر.
لكن إذا تم تشخيص وإكتشاف الإصابة بالسعال الديكي في مرحلة متأخرة هنا لا يجدي نفعا إستخدام المضادات الحيوية لأن البكتيريا في هذه الحالة تكون قد بدأت بالإختفاء لوحدها.
علاجات منزلية
عند الإصابة بالسعال الديكي يفضل دائما اللجوء للعلاج المنزلي والذي له دور بارز في الشفاء من هذا السعال, ومن أبرز طرق العلاج المنزلي هي:
_الحرص على أخذ قسط من الراحة والنوم.
_شرب الكثير من السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم ومنع إصابته بالجفاف.
_تقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة, وذلك بهدف منع الإصابة بالإستفراغ بعد السعال.
_التأكد من خلو أجواء وهواء المنزل من الملوثات مثل التدخين.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم