جميعنا يتناول الدواء لأسباب مختلفة لكن الهدف واحد هو التخلص او التخفيف من المشكلة الصحية التي نعاني منها, وفي كثير من الحالات قد تظهر ردود فعل سلبية عند تناول بعض الأنواع من الأدوية يطلق عليها أثارا جانبية, لكن ليست دائما تلك ردود الفعل هي أثار جانبية بل قد تكون عبارة عن تحسس دوائي, لذلك من المهم التمييز والتفريق بين هذين الأمرين لأن هناك إختلاف بالأعراض الظاهرة وبالتالي إختلاف بالعلاج.
لمحة عامة عن الفروقات
تُعد الأثار الجانبية الأكثر شيوعا لتناول أدوية ما هي إضطرابات ومشاكل تستهدف الجهاز الهضمي سواء المعدة او الإسهال او الإستفراغ لكن الأثار الجانبية لا تشمل الجهاز المناعي, لكن عندما تكون الأعراض والمشاكل الناتجة تستهدف الجهاز المناعي حينها تكون الحالة هي تحسس دوائي, إذن في حال لم يشارك الجهاز المناعي بردود الفعل الظاهرة لا يطلق عليه تحسسا دوائيا وإنما أثرا جانبيا جراء تناول الدواء.
الأدوية التي تؤدي إلى الإصابة التحسس
قد يتساءل كثيرون ما هي أهم الأدوية التي تؤدي إلى الإصابة بالتحسس الدوائي, حيث نذكر منها:
_الأدوية التي تستخدم لعلاج الصرع, ومن الامثلة عليها دواء لاموترجين.
_الانسولين.
_بعض الأنواع من المضادات الحيوية, مثل السلفا.
_المضادات وحيدة النسلية, مثل الترازتوزوماب.
_الأدوية العلاجية بالكيماوي, مثل بروكاربازين.
_مضادات الإلتهاب الستيرويدية, مثل الأيبوبروفين.
ما الفرق بين التحسس الدوائي والأثار الجانبية؟
أشرنا سابقا إلى الفرق العام بين التحسس الدوائي والأثار الجانبية بعد تناول دواء معين, لكن الفروقات بشكل مفصل هي كالتالي:
الفرق الأول: هو الفئة التي تؤثر عليها
_فالأعراض الجانبية, في العادة لا تستهدف او تصيب فئة محددة فهي تحدث لأي شخص.
_التحسس الدوائي, في العادة يستهدف أشخاصا او فئة محددة من الأشخاص.
الفرق الثاني: هو طبيعة التأثير في الشخص
_الأعراض الجانبية, قد يؤثر بالأشخاص بشكل إيجابي او سلبي.
_التحسس الدوائي, دائما يؤثر في الأشخاص بشكل سلبي فقط.
الفرق الثالث: هو هل هناك تفاعل بين الجهاز المناعي والدواء؟
_الأعراض الجانبية, في العادة لا تتضمن أي تفاعل بين الدواء والجهاز المناعي إلا في حالات نادرة جدا.
_التحسس الدوائي, دائما هناك تفاعل وإرتباط ما بين الدواء المستخدم والجهاز المناعي.
توضيح مهم
وبالرجوع إلى الفرق المتعلق بطبيعة التأثير هل هو سلبي أم إيجابي فيمكن توضيح ذلك بضرب المثال التالي:
*الأسبرين والذي يتم اللجوء إليه بهدف تسكين الألم وقد يكون لتناوله تأثير سلبي في أنه قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل وإضطرابات في المعدة, بينما التأثير الإيجابي لهذا الدواء يكون في أنه يخفض فرص الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية.
كيف يمكن إكتشاف الإصابة بالتحسس الدوائي؟
يمكن لأي شخص إكتشاف هل هو مصاب بالتحسس الدوائي أم لا من خلال مجموعة من الخطوات وهي:
_إستشارة الطبيب, حيث يطرح مجموعة من الأسئلة على المريض تتعلق بمجموعة من الجوانب مثل متى بدأت الأعراض المرافقة للتحسس الدوائي بالظهور على الشخص, بالإضافة إلى المدة التي إستمرت الأعراض فيها بالظهور, وماهي أهم الأدوية التي تم تناولها خلال الفترة الماضية وخاصة التي لم تصرف بوصفة طبية, كما من المهم أن يعرف الطبيب مدى وجود تاريخ لدى الشخص متعلق بحدوث تفاعلات سابقة مع الأدوية.
_قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات والتحاليل لمعرفة هل الشخص لديه تحسس الدوائي أم لا, ومن هذه الفحوصات هي:
1. فحوصات للجلد, ويتم ذلك من خلال التقديم للمريض إبرة صغيرة تحتوي على الدواء الذي تدور حوله الشكوك بأنه مسبب الحساسية, ويتم خدش الجلد بشكل بسيط بهذه الإبرة او حقنها تحت الجلد, وفي حال ظهور أي أعراض مثل إحمرار تلك المنطقة او الحكة فذلك يعني أن الشخص بالفعل لديه تحسس دوائي.
2. فحوصات للدم, وهذه من ضمن الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب لكن حتى الأن لم يتم إثبات من خلال الأبحاث والدراسات أن فحوصات الدم تؤكد الإصابة بالتحسس الدوائي من عدمها.
هل يمكن علاج التحسس الدوائي من خلال الدواء المسبب للحساسية؟!
قد يستغرب البعض أنه مثل ضمن العلاجات التي تقدم للمصاب بالتحسس الدوائي هي العلاج من خلال تناول المصاب الدواء المسبب للحساسية, لكن كيف ذلك؟
في كثير من الأحيان يكون الدواء الذي أدى لإصابة الشخص بالتحسس الدوائي مهم جدا ولا بد من أن يتناوله ولا بديل له, وهنا يتم إتباع مجموعة من الطرق ليكون السبب بالإصابة بالتحسس الدوائي هو ذاته العلاج وذلك من خلال:
_التحدي المتدرج, وهذه من الطرق التي يتم اللجوء إليها في حال كان الطبيب غير متأكد من أن الدواء المَعني يسبب التحسس عند الشخص, وهنا يتم تناول الدواء بموجب مجموعة من الجرعات تتراوح بين 2_5 وتكون كمية الجرعة الواحدة بسيطة جدا ويتم زيادتها بشكل تدريحي للوصول في النهاية إلى الجرعة المطلوبة كاملة, وفي حال وصوله لهذه الجرعة ولم تظهر لديه أي أعراض او ردود فعل تحسسية فهذا يعني أن الدواء المَعني لا يسبب الحساسية للشخص.
_التخلص من التحسس الدوائي, او ما يطلق عليه إزالة التحسس الدوائي الذي يتضمن تلقي المصاب جرعة قليلة جدا من الدواء ثم يتم زيادة الجرعة كل 15_30 دقيقة على مدار عدة ساعات او أيام, وفي حال وصل المريض إلى الجرعة المطلوبة بشكل كامل فيمكنه تناول هذا الدواء بلا وجود مشاكل, وفي العادة يتم اللجوء لهذه الطريقة إذا كان الدواء الذي يسبب التحسس لدى المريض مهم جدا ولا بد أن يتناوله ويدخل في علاج مشكلة صحية ما يعاني منها.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم