المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة التي تعرف بمرض السارس هو عدوى بأحد الفيروسات التاجية والتي ينتج عنها أعراضا عدة مشابهة لأعراض حالات الزكام والإنفلونزا, لكن مرض السارس لم يعد يظهر او تسجل حالات إصابة به منذ عام 2004 بعد تمكن الأنظمة الصحية من السيطرة على المرض في تلك البلدان التي إنتشر فيها مما سبب إصابات وصلت إلى نحو 8000 وأكثر من 7000 وفاة.
وكما أشرنا مرض السارس مشابه في الأعراض للإنفلونزا حيث يعد إرتفاع درجة الحرارة والقشعريرة والصداع والألم في العضلات والمفاصل هي من أبرز أعراضه, إضافة إلى اعراض متقدمة أخرى كمشاكل وصعوبات في التنفس وسعال جاف وإسهال, وفي العادة فإن مرضى السارس يتماثلون للشفاء خلال فترة تتراوح بين إسبوع إلى إسبوعين, لكن هناك بعض المرضى الذين يعانون من صعوبات وضيق في التنفس كما أن هناك ما يقارب ال10% منهم يتعرضون للموت.
أما خطورة السارس فتكمن في أنه يسبب مضاعفات عديدة مثل تضرر الحويصلات الهوائية من خلال إصابتها بإلتهاب وتورمها وعند تطور هذا الإلتهاب فإنه يتحول إلى أنسجة ليفية وهذا يعمل على إنخفاض كميات الأكسجين التي تدخل إلى الجسم الذي بالطبع يسؤثر على عمل ووظائف الكثير من أجهزة الجسم, كما يعمل على تخفيض كميات ثاني أكسيد الكربون التي يتم التخلص منها.
تشخيص مرض السارس
يتم تشخيص مرض السارس من خلال مجموعة من الطرق وهي:
_أخذ السيرة المرضية بشكل تفصيلي وإجراء فحص بدني للمريض.
_القيام بإجراء فحص لغازات الدم الشرياني.
_إجراء فحوصات للدم للتأكد من الإصابة بإلتهاب.
_إجراء فحص للأجسام المضادة لكورونا.
_تصوير الرئتين من خلال الأشعة السينية.
_إجراء فحص البوليميراز المتسلسل.
المضاعفات المحتملة
أما فيما يتعلق بالمضاعفات المحتمل التعرض لها نتيجة الإصابة بمرض السارس فهي عديدة وذلك يعود إلى إنخفاض كميات الأكجسين بسبب المرض مما يؤثر على طبيعة عمل ومهام الكثير من أجهزة وأعضاء الجسم, حيث من أبرز المضاعفات لمرض السارس هي:
_الإصابة بفشل كلوي.
_الإصابة بفشل في القلب.
_الإصابة بفشل في الكبد.
_الإصابة بفشل في الرئة.
_الموت.
علاج مرض السارس
أمام تقدم الطب والعلم لكن حتى الأن لم يتم إيجاد او التوصل لعلاج لمرض السارس, وفي معظم الحالات يقوم الجسم بنفسه بالتخلص من العدوى المتواجدة فيه, أما العلاجات الأخرى التي تقدم لمرضى السارس يطلق عليها العلاجات الداعمة والتي يكون الأساس والهدف منها هو علاج الأعراض المرتبطة بالسارس او التخفيف منها على الأقل, وايضا بهدف زيادة كميات الأكسجين في الجسم بالتالي أضرار صحية أٌقل سواء على الجهاز التنفسي او على أجزاء وأعضاء الجسم الأخرى.
وقد يعتقد البعض أن المضادات الحيوية قد تجدي نفعا لعلاج الإصابة بمرض السارس لكن في الواقع هذه المضادات غير مُجدية ولا تأتي بنتائج لأنها بالأساس ترتكز على علاج العدوى البكتيرية وليست العدوى الفيروسية, بالمقابل قد يصف الطبيب في بعض الحالات المضاد الحيوي لمريض السارس والسبب في ذلك هو أن السارس عموما يؤدي إلى ضعف في الأنسجة مما ينتج عن ذلك الإصابة بعدوى بكتيرية ثانوية في الجهاز التنفسي.
ومن أبرز العلاجات الداعمة التي أشرنا إليها لمرض السارس هي:
_أدوية مخصصة لتخفيف السعال.
_أدوية مخصصة لتسكين الألم وتخفيض حرارة الجسم, مثل أدوية الباراسيتامول.
_أدوية الستيرويدات, ويكون الهدف من وصف الطبيب لها هي من أجل التخفيف من التورم والإلتهاب في الأنسجة الرئوية.
_إستخدام قناع الأكسجين, ويتم اللجوء لذلك في حال إنخفاض مستوى الأكسجين عن 94.
طرق وأساليب الوقاية
من جانب أخر يمكن الوقاية من الإصابة بمرض السارس وذلك يكون من خلال الإلتزام وإتباع إرشادات ونصائح مثل:
_الحرص على نظافة اليدين بشكل مستمر من خلال غسلهما خاصة عند العودة إلى المنزل من الخارج.
_يمكن إستخدام المواد المعقمة الخاصة باليدين خاصة في حال عدم وجود سائل لغسل اليدين او الصابون.
_الحرص على إستخدام الكمامة, خاصة عند تواجد الشخص في الأماكن المزدحمة او العامة او عند التعامل مع شخص مصاب بالسارس او هناك شكوك بأنه مصاب.
_الحرص على عدم لمس العينين او الأنف او الفم في حال ملامسة اليدين لأسطح ملوثة وعدم القيام بذلك إلا بعد غسل اليدين جيدا او تعقيمهما.
_في حال العطاس او السعال فيجب أن يكون ذلك من خلال إستخدام مناديل ورقية, والحرص على التخلص منها بوضعها في سلة المهملات وعدم إبقاءها موجودة على الأسطح.
_يمكن إستخدام مرفق اليد عند العطاس والسعال في حال عدم توفر المناديل الورقية.
_الإلتزام بالمنزل وعدم الخروج او الإختلاط مع الأخرين في الفترات التي تشهد العدوى فيها نشاطا وإنتشارا.
_الحرص على تعقيم ونظافة الأسطح, حيث يمكن إستخدام المعقمات المخصصة لذلك لأن هناك إحتمالية لأن تكون ملوثة هذه الأسطح بلعاب او مخاط او بول او براز او إستفراغ أحد الأشخاص المصابين بالسارس, كما من المهم إستخدام القفازات عند عملية التنظيف والتعقيم.
_الحرص على غسل الأدوات الشخصية بالماء الساخن والصابون المخصص لذلك.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم