تعد الجروح المفتوحة وعدم إلتئامها بسرعة واحدة من المشاكل التي يتعرض لها مرضى السكري بكثرة, وبالطبع يعتبر السكري هو السبب الرئيسي لبطء إلتئام الجروح لدى المريض وتكمن خطورة ذلك في إحتمالية الإصابة بالعدوى خاصة إذا إستمر الجرح مفتوح لمدة طويلة مع غياب العلاج وإهمال العناية الصحيحة به, بالتالي يكون مريض السكري عرضة للكثير من المضاعفات الخطيرة والتي يصل خطورة بعضها إلى بتر الطرف الذي يحتوي على الجرح وأي أماكن اخرى إنتقلت إليها العدوى.
المضاعفات لعدم علاج الجروح
قد يبدو عدم علاج الجرح خاصة عندما يكون بسيطا أمرا عاديا لكن لدى مرضى السكري المسألة مختلفة تماما فمهما كان الجرح عاديا او سطحيا او بسيطا من الخطأ الكبير إهمال العناية به ومراقبته, لأن الجروح لدى مريض السكري تختلف عن الناس الأخرين الغير مصابين, حيث من الممكن أن يصاب المريض بالعديد من المضاعفات الصحية نتيجة عدم علاج الجرح ومن هذه المضاعفات هي:
_إصابة مريض السكري بأمراض أخرى مزمنة, خاصة أمراض القلب والرئة و العيون.
_إصابة مريض السكري بإلتهابات في العظام والعضلات.
_إصابة مريض السكري بالغرغرينا التي تعد السبب الرئيسي لبتر الطرف المصاب.
_الوفاة, خاصة بعد إصابة المريض بالإنتان بسبب وصول العدوى إلى مجرى الدم في الجسم.
هل يمكن الوقاية؟
بعدما تحدثنا عن طبيعة المضاعفات التي يتعرض لها مريض السكري بسبب الجروح فإن ذلك يدعو للقلق والخوف خاصة أن المسألة تصل إلى بتر الأطراف وفقدان أحدها او الوفاة, بالتالي يجب أن لايستهين مرضى السكري بالأثار التي يتعرضون لها بسبب هذه الجروح, ولذلك قد يتساءل البعض هل يمكن الوقاية من الإصابة بالجروح؟ بالطبع هذا ممكنا وذلك من خلال:
_قيام المريض بتفقد ومراقبة أي أعراض ممكنة للجروح على اطرافه, مثل القرح والبثور وتحديدا في المناطق السفلية من القدم وذلك لعدم القدرة على رؤيتها بشكل واضح ودائم.
_أن يحرص المريض على إتداء الأحذية والجوارب المناسبة له ولطبيعة مرضه.
_السيطرة على إرتفاع سكر الدم.
_الإمتناع عن التدخين.
_إتباع نظام غذائي صحي لأن ذلك يعمل على تقوية الجسم.
_الأهتمام قدر الإمكان بنظافة الجرح وذلك بهدف الحماية من الإصابة بالعدوى.
_تجنب إستخدام بعض الادوية, مثل بيتادين لأن مثل هذه الأدوية قد تؤدي إلى تعرض الجلد للجفاف ويفضل اللجوء إلى الفازلين ومن ثم تغطية الجرح من خلال إستخدام الضمادات.
_عدم تعريض الجرح للضغط او الوزن الزائد وذلك من خلال عدم المشي او الوقوف بطريقة تؤدي إلى ذلك.
_ الإلتزام التام بتناول المضادات الحيوية وعدم التوقف عن تناولها بشكل مفاجئ او لمجرد بدء التحسن فالطبيب هو من يحدد المدة العلاجية.
تعتبر هذه الطرق ليست فقط طرق الوقاية من الإصابة بالجروح لدى مرضى السكري بل إنها ايضا طرق يمكن إتباعها لتساعد في علاج الجروح والشفاء منها.
الطريقة الصحيحة لعلاج الجروح؟
عادة عند تعرض مريض السكري لأي جرح لا بد من تحديد طبيعته ودرجته, لكن في كلا الأحوال وقبل البدء بعلاج الجرح من المهم جدا العمل على تنظيفه بشكل جيد وسريع ايضا, وإذا كان الجرح بسيطا يجب إتباع خطوات محددة لتنظيفها وهي:
_تغسيل الجرح, ويفضل أن تكون المياه ملفترة او تم غليها ثم تبرديها أي أنها نقية لضمان عدم وصول الجراثيم للجرح من خلال المياه الملوثة.
_العمل على تنشيف الجرح جيدا من خلال إستخدام قطعة قماشة ناعمة ونظيفة.
_تطبيق الكريم على الجرح ويفضل أن يكون مضادا حيوي موضعي, لكن يجب قبل ذلك إستشارة الطبيب حول إستخدام الأفضل بين الموضعي والعام.
_تغطية الجرح من خلال إستخدام ضمادات تتناسب مع حجم وموقع الجرح.
_لا بد من الحرص على تغيير الضمادات بشكل يومي على الأقل ثلاث مرات.
مسألة بالغة الأهمية
صحيح أن هناك طرق وأساليب عديدة لحماية مريض السكري من الإصابة بالجروح او لمساعدته على إلتئامها بسرعة, لكن من اهم المسائل في هذا السياق هي أن يحافظ المريض على مستويات سكر الدم لديه ضمن مستوى طبيعي لأن أي تغيير في نسب الجلوكوز ستعمل على تأخير إلتئام وشفاء الجرح وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالعدوى والمضاعفات الأخرى.
والتحكم في مستويات السكر في الدم وضبطها يتطلب نظاما غذائيا خاصا وصحيا عدا عن الإلتزام بممارسة التمارين الرياضية وأدوية السكري في أوقاتها وكمياتها الصحيحة.
هل يمكن اللجوء لوصفات منزلية؟
إتباع الوصفات المنزلية لعلاج بعض المسائل الصحية من المسائل التي يجب الحذر منها لأنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية عكس المأمول, لذلك قبل لجوء مريض السكري لأي وصفة منزلية لعلاج مشكلة ما لديه يجب التأكد من مناسبتها لذلك, ومن هذه الوصفات التي تعتبر جيدة لمريض السكري وتساعد على إلتئام الجروح لديه هي:
_العسل, حيث له دور بإلتئام الجرح بشكل سريع حيث يعمل العسل على إعادة نمو الخلايا والأنسجة وليس ذلك فقط بل للعسل دور مهم في تنظيف الجرح وبقائه رطبا.
_جوز الهند, من خلال إستخدام الزيت الخاص به وذلك لدوره الفعال في إلتئام الجرح حيث يعمل كمضاد للبكتيريا والعدوى ويخفف من شدة التورمات والألم.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم