العين هي واحدة من أهم وأبرز أعضاء الجسم التي لها نصيب من مضاعفات وتأثيرات مرض السكري, فالمصاب عرضة للكثير من المشاكل الصحية المتعلقة بالعين, واللافت أن مرضى السكري سواء من النوع الأول او الثاني معرضون للإصابة بهذه المشاكل الصحية التي تتنوع ما بين المياه البيضاء والتي يطلق عليها الساد, او المياه الزرقاء التي يطلق عليها الزَرق, او إعتلال شبكية العين, او إنفصال الشبكية, اوالنزف الزجاجي, فجميعها تأثيرات لمرض السكري لكن الأكثر إنتشارا عند المرضى هي إعتلال شبكية العين وهذا محط حديثنا في التقرير.
ماهو إعتلال الشبكية السكري؟
إعتلال الشبكية السكري هو مشكلة تصيب الشرايين في العين بسبب الإصابة بمرض السكري, ويعتبر ايضا مرض ايضي بدأ يتزايد بشكل لافت في المجتمعات, وينتج إعتلال الشبكية السكري عن تأثيرات سلبية بالأوعية الدموية في شبكية العين .
معلومات عامة حول إعتلال الشبكية السكري
مشاكل العين عند مرضى السكري تظهر في كثير من الأحيان بعد سنوات طويلة من المرض, لكن ذلك لا يعني أنها بدأت في وقت متأخر بل على العكس فهي تبدأ مع المريض في أوقات مبكرة لكن بدون أعراض ظاهرة, ولا يتم إكتشافها إلا حين إجراء الفحوصات اللازمة لدى الطبيب المتخصص لذلك من المهم على كل مريض سكري ان يقوم بزيارة طبيب العيون بشكل مستمر.
أما فيما يتعلق بمشكلة إعتلال الشبكية السكري فهي تظهر لدى مرضى السكري بعد فترة طويلة من الإصابة بالمرض من الممكن أن تصل إلى 20 عاما, اما بالنسبة إلى إنتشارها فجميع مرضى السكري من النوع الأول تقريبا يعانون من هذه المشكلة بعيونهم, وهناك ما يقارب 60% من مصابي السكري النوع الثاني ايضا مصابين بإعتلال الشبكية السكري, وهذا دليل على إنتشاره بين مرضى السكري.
تتضح خطورة الإصابة بإعتلال الشبكية بأنه من الممكن أن ينتج عنه مشاكل وصعوبات في الرؤية لدى مريض السكري قد تصل في مراحل متقدمة إلى الإصابة بالعَمى, حيث تشير الأرقام أنه من الممكن ربط 86% من حالات العمى التي ظهرت عند مرضى السكري بإعتلال الشبكية, عدا أنه السبب الأكثر إنتشار وراء حالات العمى التي أصابت مرضى السكري الذين تتراوح أعمارهم بين 24_74 عاما.
الأعراض
وفيما يتعلق بأبرز الأعراض التي تظهر على مريض السكري وتدل على إصابته بإعتلال الشبكية فهي تقريبا غير ظاهرة في المراحل الأولى للمرض, لكن في المراحل المتقدمة تظهر مجموعة من الاعراض ومنها:
_ضعف بقدرة المريض على رؤية الألوان.
_فقدان الرؤية بشكل مفاجئ وتام.
_تشويش في الرؤية.
_ظهور بقع وخطوط لا تُمّكن المريض من الرؤية بشكل جيد.
_عدم الرؤية بشكل جيد في الليل.
_بقع معتمة او فارغة لدى مركز الرؤية عند المريض.
_ظهور بقع شفافة او ما تسمى عوامات العين.
أسباب تزيد فرص الإصابة
بالطبع هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي لها دور بزيادة فرص إصابة مريض السكري بإعتلال الشبكية ومنها:
_إرتفاع مستويات الدهون لديه.
_إرتفاع مستويات ضغط الدم.
_التدخين.
ماهي المضاعفات المحتملة؟
لإصابة مريض السكري بإعتلال الشبكية العديد من التأثيرات والمضاعفات الصحية وخاصة إذا لم يتلقى العلاج المناسب واللازم, ومنها إصابة المريض بما يسمى النزف الزجاجي وهو نزيف الأوعية الدموية في الهلام الذي يملأ العين, وفي الحالات الشديدة من إعتلال الشبكية قد يؤدي إلى فقدان البصر, كما في حالات متقدمة من المرض قد ينتج عن ذلك إلى إنفصال الشبكية.
العلاج
يعتبر علاج إعتلال الشبكية السكري لدى المرضى أمر في غاية الأهمية لكنه يعتمد إلى حد كبير على نوع الإعتلال الذي يعاني منه المرض ومدى شدته, ومن أهم طرق العلاج المعتمدة على النوع هي:
_إعتلال الشبكية السكري المبكر, وهو إعتلال الشبكية السكري الغير مزمن فيكون هنا الإعتلال عادة خفيفا إلى معتدل, ومثل هذه الحالات قد لا يقدم لها أي علاج عاجل وسريع لكن هذا لا يعني عدم أهمية قيام طبيب العيون بمراقبة الحالة أول بأول والتدخل وتقديم العلاج في الوقت المناسب, وبالمقابل من المهم على مريض السكري أن يعرف كيف يمكن أن ينظم مستويات السكر بالدم لديه لأن مرض الإعتلال عندما يكون خفيفا إلى معتدل فإن السيطرة على مستويات السكر بالدم تبطئ تطور المرض.
_إعتلال الشبكية السكري المتقدم, وفي هذه الحالة المريض يحتاج إلى علاج سريع وعاجل, وهناك خيارات عديدة للعلاج لمثل هذه الحالة منها:
1.حقن الأدوية بالعين.
2. التخثير الضوئي من خلال الليرز.
3.التخثير الضوئي عبر الشبكية.
4.إستئصال الزجاجية, وهي من العمليات الجراحية المناسبة لعلاج النزف الزجاجي او إنفصال الشبكية.
كيف يمكن الوقاية؟
يمكن لمريض السكري الوقاية من الإصابة بإعتلال الشبكية السكري وذلك من خلال الطرق التالية وهي:
_التحكم في مستويات السكر بالدم.
_التحكم في مستويات ضغط الدم.
_الإلتزام بنظام غذائي صحي ومتوزان.
_ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر.
_الإمتناع عن التدخين.
_الحفاظ على الوزن إذا كانت معتدلا والعمل على إنقاصه إذا كان كبيرا.
_زيارة طبيب العيون بشكل مستمر وإجراء الفحوصات الدورية.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم
