من المهم جدا أن يحرض مرضى السكري على صحتهم بشكل كبير والحفاظ على مستويات سكر الدم لديهم حتى لا يكونوا عرضة للإصابة بمضاعفات صحية الكثير منها يشكل خطرا على صحتهم وحياتهم, لكن هناك جانب مهم ايضا وهو حفاظ مرضى السكري على صحة بعض أجزاء أجسادهم بالإضافة إلى المحاولة قدر المستطاع عدم التعرض لأي خدوش او جروح, وتعد هذه المسألة في الواقع بالغة الأهمية لأن جرحا او خدشا بسيطا بأحد أطراف مريض السكري قد تكون سببا في يوم من الأيام بإصابتها بالغرغرينا وبالتالي قطعها او التعرض لمشاكل أخرى لا تقل خطورة عن ما ذكر سابقا, خاصة أن التئام الجروح لدى هذه الفئة من المرضى تكون بطيئة جدا وأٌقل من الطبيعي, ومن هنا تأتي أهمية أن يأخذ مريض السكري الحيطة والحذر الشديدن من مسألة الجروح التي قد يصاب بها.
الأسباب
من المتعارف عليه أن إلتئام الجروح عند مرضى السكري بطيئة فهذا صحيح لكن لا بد من الإنتباه ان المدة في العادة لا تتجاوز عدة أسابيع, بالمقابل قد يتساءل كثيرون عن أسباب عدم إلتئام الجروح والخدوش عند مرضى السكري بشكل سريع وصعوبة هذا الأمر, وفي الواقع هناك عدة عوامل تلعب دورا مهما في هذا الشأن وهي:
_إرتفاع مستوى السكر, حيث يعتبر هذا السبب هو الرئيسي وراء بطئ إلتئام جروح مريض السكري لأن إرتفاع مستويات السكر في الدم يعمل على منع وصول الغذاء والأكسجين إلى الخلايا بهدف تنشيطها, وليس ذلك فقط بل إن إرتفاع مستوى السكر في الدم يعني جهاز مناعة يعمل بشكل أٌقل من المطلوب وبكفاءة منخفضة .
_الإصابة بالإعتلال العصبي, وهذا أحد نتائج إرتفاع مستويات السكر في الدم ومع تقدم الوقت يؤدي إلى إحداث تأثيرات على الأعصاب والأوعية الدموية من خلال إتلافها وتكون النتيجة النهائية هو فقدان مريض السكري الشعور والإحساس بأطرافه.
_جهاز المناعة يعمل بشكل أقل كفاءة.
_الدورة الدموية الضعيفة لدى مريض السكري.
هل هناك أنواع محددة للجروح؟
في الواقع هناك أكثر من نوع للجروح التي يمكن أن يصاب بها مريض السكري لكن الأكثر إنتشارا هي كالتالي:
1.جروح خارجية, وهي تلك الجروح ذات المنشأ الخارجي مثل الحرق, النتوءات, الجروح الجلدية, الكدمات وعادة مثل هذه الجروح قد تكون غير ملاحظة من قبل المريض لكن في حال إستمرارها بدون أي علاجات او إهتمام فإنها قد تكون سببا في تعرض مريض السكري لبعض الأثار الصحية السلبية.
2.الجروح الداخلية, وهي تلك الجروح ذات المنشأ الداخلي مثل التقرحات, او إنغراز أظافر القدم باللحم ومثل هذه الجروح تزيد فرصة إصابة مريض السكري بالعدوى البكتيرية.
طرق معالجة الجروح لدى مرضى السكري
طرق متعددة هي التي يمكن إتباعها لمعالجة الجروح عند إصابة مريض السكري فيها وهذه الطرق هي:
_الحماية والوقاية من الإصابة بالعدوى, حيث من المعروف أن الجرح يكون مفتوحا وليس مغلقا وهذا يعني إمكانية إصابته بالعدوى وللأسف هذه العدوى لها العديد من المراحل وأكثرها تقدما تؤدي إلى بتر الطرف المصاب ويكون ذلك من خلال إنتقال العدوى التي تتواجد في الجرح إلى مجرى الدم وبالتالي تصل إلى أحد عظام الأطراف, بالرغم من ذلك وجود جرح في أحد أطراف مريض السكري لا يعني لا يعني أنه سيصاب بالعدوى.
_طريقة التفريغ, او كما يعرف بالتخفيف او إزالة الضغط الذي يقع على المنطقة المصابة بالجرح وهذه الطريقة لها دور كبير في إلتئام الجرح بشكل أسرع, لأن الضغط الكبير على المنطقة المصابة يعني علمية شفاء بطيئة وخاصة إذا كان الجرح هو عبارة عن تقرحات في المنطقة السفلية من الأقدام, واللافت في هذا السياق أنه أصبح هناك العديد من الأجهزة او المعدات التي يمكن اللجوء إليها ومن شأنها تخفيف الضغط عن المنطقة المصابة مثل دعامات الأقدام, وأنواع محددة من الجبائر, وانواع محددة من الأحذية وغيرها.
_طريقة الإنضار, وهي عملية تقوم على أساس إزالة الخلايا الميتة المتواجدة في الجلد بهدف فسح المجال للخلايا الجديدة للنمو, كما يتم في هذه العملية العمل على إزالة أي طبقات جلدية سميكة لكنها ميتة وأي أجزاء قد أصيبت بالعدوى او أجسام غريبة.
_إستخدام الأدوية, حيث بطبيعة الحال هناك الكثير من الجروح التي قد يصاب بها مريض السكري لا بد لعلاجها اللجوء للأدوية على إختلاف أنواعها من مضادات حيوية او مراهم او محاليل ملحية عدا عن إمكانية إستخدام الضمادات.
_الجراحة, فليس كل الجروح التي يتعرض لها مريض السكري قد تعالج بالطرق المذكورة سابقا او قد تكون هذه الطرق لم تنجح في العلاج, وبالتالي يتم علاجها باللجوء إلى الطريقة الجراحية, اما مدة شفاء الجرح بعد إجراء العملية مختلف من مريض سكري لأخر لأن ذلك يعتمد على مجموعة من العوامل وهي: موقع الجرح, وحجمه, بالإضافة إلى مدى الضغط على الجرح في حال الوقوف او الجلوس, ومدى تدفق الدم, ومستويات الغلوكوز في الدم, والأدوية التي توضع على الجرح, ومدى الإهتمام بالجرح والعناية به من قبل المريض.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم