نعني بضعف السمع المفاجئ الذي يتطور بساعات قليلة أو يظهر عند الاستيقاظ من النوم، ويكون بشدة متوسطة إلى شديدة، ويترافق مع أعراض مرضية أخرى مثل الطنين المتكرر، أو الشعور بالدوخة أو الدوار، وعادةً يكون ذلك في أذن واحدة.
تعتبر الأسباب مصنفة لأكثر من قسم، منها ما يندرج تحت الأسباب المجهولة، ومنها ما له سبب واضح، ومنها ما يتم استنباطه.
أما السبب المجهول، فهو ما يعتقد الأطباء عبر نظرياتهم أن يكون محتملًا وجود عدوى فيروسية أو الأمراض المناعية الذاتية، أو انسداد الأوعية الدموية في الأذن الداخلية أو الأوعية الدموية العصبية، ويمكن أن تكون أسباب غير ما ذكر قد أثرت في أشخاص آخرين.
أما السبب الواضح، فقد يكون متوقعًا الحصول على ضعف سمع مفاجئ عند وجوده، مثلًا حدوث إصابة في الرأس أو التغير الضغطي الشديد، أو الأدوية المضرة بالأذن الداخلية، أو العدوى.
وتشمل الإصابة في الرأس أي كسور خارجية للجمجمة أو ارتجاج دماغي مترافق مع الكسر فإنه يتوقع إلحاقه الضرر بالأذن الداخلية. وأما التغير الضغطي فإنه يسبب ثقبًا بين الأذن الوسطى والداخلية وقد يحدث ذلك عند الغوص أو النزول لمنطقة منخفضة ونتلمّس ذلك عند ركوب الطائرة أيضًا.
وأما الأدوية التي قد تسبب ضعف سمع مفاجئ فهي مثل أدوية التشوهات الخلقية التي تسبب جرعها الزائدة ضعفًا سمعيًا، أو عند تناول المضادات الحيوية بكثرة أو زيادة جرعة الأدوية المدرّة للبول. وأما ما يتعلق بأنواع العدوى المؤثرة فهي من أندر الأسباب لأن المعظم يتم تطعيمهم ضد تلك الأمراض في طفولتهم، ومن تلك الأمراض المسببة للعدوى هي النكاف، والهربس الدماغي البسيط، والتهاب السحايا.
أما الأسباب المستنبطة لحدوث ضعف سمع مفاجئ فهي أن يكون ضعف السمع عرضًا لمرض متعدد الأعراض، مثل ورم العصب السمعي، وداء ميينيير، والتصلب اللويحي، والسكتات الدماغية.
يجب زيارة الطبيب فور الشعور بضعف سمع مفاجئ، لاستعجال العلاج وتقييم المشكلة، ويقوم الطبيب بأخذ تاريخ مرضي مفصل للمريض، وعمل فحوصات سمعية مفصّلة من تخطيط سمعي ونحوها، وقد يلجأة للتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد السبب. ويتم بعد ذلك علاج السبب إن كان معروفًا، وإن لم يكن فسيتم القيام بفحوصات أكثر تفاصيلًا وتقديم مضادات للهربس البسيط، وعادةً فإن المصاب بضعف سمع مفاجئ مجهول يكون استعادته لسمعه الطبيعي ممكنًا.
موسوعة طبكم المعرفية _ منصة طبكم
