العصب السمعي والذي يُعرف بالعصب الدهليزي هو الرابط بين الدماغ والأذن الداخلية ويمتد بينهما، ويعمل على الحفاظ على التوازن ونقل الأصوات لسماعها، ونمو الخلايا بشكل متضخم يُحدث إصابةً بورم العصب السمعي. وإن ما يجعل هذا الورم موجودًا هو خلل جيني يحدث للكروموسوم 22 المسؤول عن نمو الغشاء الذي يغلف الأعصاب، وأما سبب الطفرة فهو مجهولٌ للآن. وتنتقل الطفرة الجينية من الأشخاص الذين لديهم اضطراب اسمه الورم العصبي الليفي من نوع 2 لأنها تجعلهم عرضة لنمو الأورام على العصب السمعي.
ورغم كون الورم ورمًا حميدًا إلا أنه يترافق مع عدة تأثيرات سلبية لأنه بشكل أساسي يسبب ضغطًا على الأعصاب والأوعية الدموية الموجودة داخل الأذن الداخلية، وينتج عن ذلك طنينًا في الجهة المصابة، ومشاكل في التوازن، وشعور بالدوخة والدوار، ، وضعف سمع تدريجي قد يصل للفقد التام، ويسبب ضغطًا على العصب ثلاثي التوائم المسؤول عن الإحساس في الوجه، أو العصب الوجهي المتحكم في عضلات الوجه.
ويسبب الضغط من ورم العصب السمعي الكبير حجمه على جذع الدماغ منعًا لتدفق سائل الدماغ النخاعي ويجعل هذه السوائل تتراكم في الرأس وتزيد الضغط في الجمجمة، وفي أندر الحالات يزداد ضغط ورم العصب السمعي على جذع الدماغ ليكون خِطرًا مسببًا الوفاة.
يكشف الطبيب عن ورم العصب السمعي من خلال إجراء تخطيط سمع لفحص قوة السمع لكل أذن وإصدار أصوات من جهاز الغحص لتحديد إن كنت تسمعها أم لا وتحديد أقل درجة يمكنك السماع خلالها، والتصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي لتحديد تفاصيل نمو الورم ومدى تأثيره، ويكشف التصوير عن الورم الذي يبلغ قطره 1 – 2 ملليميتر، ولا يستطيع إظهار الحجم الأقل من ذلك. وكلما تم اللجوء للطبيب في وقت أبكر وفور ملاحظة الأعراض يكون العلاج أكثر نجاحًا وأقل ضررًا.
وكأيّ ورم حميد يشمل العلاج عدة إجراءات، أولها المراقبة وتحديد نمو الورم إن كان في بداية ظهوره ولا يرافقه كثير من الأعراض أو لكبار السن غير المؤهلين لعلاج قوي، ثم العلاج الإشعاعي للعمل على تثبيط نمو الورم، ونهايةً يُلجأ لاستئصاله جراحيًّا إن كان كبير الحجم وينمو سريعًا. ويحدد الطبيب الإجراء الأنسب تبعًا لنمو الورم وحجمه، وتبعًا للحالة الصحيّة للمريض، وللأعراض التي ظهرت مع الإصابة بالورم.
وبناءً على تفشي الورم وامتداده يُزال الورم كله أو جزء منه، فالهدف هو الحفاظ على النسبة الأكبر من السلامة والأعصاب مثل عصب الوجه بالأساس للحماية من شلل الوجه لاحقًا، وربما يكون فقد السمع عرضًا للجراحة إن تأثرت الأعصاب السمعية والمسؤولة عن التوازن خلال الجراحة.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم