يُعد الورم الكوليسترولي نموًّا غير طبيعي للجلد الموجود تحديدًا في الأذن الوسطى، ورغم اقتران هذا المفهوم بالسرطان إلا أنه ورمٌ حميديّ، ويتمثل بظهوره ككيس خلف طبلة الأذن وله مضاعفات سلبية كثيرة بأن يزداد حجمه ليتلف العظيمات السمعية الثلاث ويؤثر بشكل واضح على السمع، ويحدث إما لعيب خلقي، أو بسبب التهابات الأذن الوسطى المتكررة التي لا تُعالج مباشرةً. ويعتبر هذا الورم غير شائع، ولكنه يزداد نسبةً عند الذكور دون الإناث.
يُعد الورم الكوليسترولي مكتسبًا بالنسبة الأكبر، لأن أسبابه الخلقية قليلة جدًا. أما الأسباب المكتسبة فأبرزها التهابات الأذن التي تتكرر، وإصابة قناة استاكيوس بضغط سلبي عالٍ -وهي القناة التي تربط بين الأذن الوسطى والحلق-، وإما لثقب في طبلة الأذن تنتقل عبره الخلايا الميتة والشمع لداخل الأذن الوسطى، وأي إصابة في طبلة الأذن تكون سببًا متوقعًا للإصابة بالورم الكوليسترولي. وفيما يتعلق بالأسباب الخلقية للإصابة به فإنها التشوهات الخلقية منذ الولادة أو الإصابة بشق سقف الحلق.
تزداد أعراض الورم بزيادة نموه وكبر حجمه، وتشمل أعراضه الألم بشكل رئيسي، والشعور بضغط في الأذن، وطنين مزعج، ومشاكل في الحفاظ على التوازن، ودوخة، ووجود إفرازات كريهة الرائحة من الأذن، وضعف في عضلات الوجه في الناحية المصابة، وحدوث ضعف السمع.
تقوم عملية التشخيص بفحص الطبيب للأذن عبر المنظار المضيء وفحص درجة ضعف السمع، بعدها يتم اللجوء للأشعة المقطعية لرؤية حجم الضرر على العظيمات السمعية ومقداره، ثم طلب صورة رنين مغناطيسي للاطمئنان على عدم وصول الالتهاب لمنطقة الدماغ، ثم تحديد الجراحة المناسبة للتخلص من الورم.
لا يتم التخلص من الورم الكوليسترولي بشكل تلقائي، ويحتاج للإزالة من الطبيب، في بداية الورم يمكن إزالته بشكل دوري إن كان محتملًا ألمه للمريض، ولكن عند وجوده بحجم أكبر يكون اللجوء للجراحة خيارًا ضروريًّا، لأنه لا يتوقف على إضعافه للسمع وإنما يستمر بالنمو ليسبب مشاكل في التوازن وفقد السمع بشكل كلي.
يقوم الطبيب بوصف المضاد الحيوي لمعالجة ما يحيط بالورم من التهاب وعدوى، ولا يضطر المريض الذي قام بإجراء العملية للبقاء في المستشفى، وتُزيل الجراحة الورم كاملًا وتعود الأذن لحالها، وهي ضرورية لتصحيح الطبلة والعظيمات المتضررة وإعادة بنائها، ولا يُشترط بعد الجراحة ان يعود السمع المفقود.
يُنصح بعد الجراحة أن يتم الحرص على جفاف الأذن وتجنب السباحة أو أي نشاط متعب أو ركوب الطائرة، والحرص على متابعة العلاج مع الطبيب وعدم إهمال نصائحه لاحتمالية عودة الورم إذا كان شديدًا.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم