تُقسم الأذن لثلاثة أجزاء: الأذن الخارجية والوسطى والداخلية، وتتكون الأذن الخارجية من الصيوان والقناة السمعية وصولًا للطبلة، وتتعرض الأذن الخارجية لالتهاب فطري يمتد بطولها، ويُسمى شيوعًا بمرض أذن السباح لارتباطه بإصابة السباحين فيه غالبًا ويصيب أيضًا ذوي المناعة المنخفضة وذوي الأمراض الجلدية مثل الأكزيما أو الذئبة الحمراء.
يحدث التهاب الأذن الفطري عندما تدخل مياه البحر أو المسابح في القناة السمعية ويكون شمع الأذن الذي يحميها قليلًا، أو عندما يبالغ الشخص بتنظيف الأذن، حينها تُشكّل هذه البيئة الرطبة إضافةً لدرجة الحرارة الخارجية الدافئة ببدء ظهور عدوى فطرية تتحفز بشكل سريع ويُلاحظ شيوع هذه الفطريات في فصل الصيف والمناطق الرطبة الاستوائية.
لا يشترط أن تظهر العدوى الفطرية في كلتا الأذنين فقد تظهر في أذن واحدة، ويعاني المريض بدايةً بوجود احمرار وشعور بالحكة وتقشّر الجلد، ويشعر المريض بألم يصاحبه إفرازات مختلفة اللون قد تكون بيضاء أو صفراء أو سوداء أو رمادية معتمدةً على نوع الإصابة الفطرية، وأحيانًا يصاحب ذلك كله طنينًا أو ضعف سمع، وربما يكون ضعفًا مؤقتًا بسبب إصابة الصيوان الذي يجمع الصوت.
يتم تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي منذ بدء أعراضه والسؤال عن الأمراض المزمنة، واستخدام منظار الأذن في تقييم الإصابة وانتشار الفطريات، وقد يُلجأ لأخذ مسحة قطنية من الأذن لتحليلها ومعرفة نوع الفطر بشكل أكثر تحديدًا.
يكون العلاج بخيارات عدّة يحددها طبيب الأنف والأذن والحنجرة حسب حالة المريض وشدة الإصابة، ومن ذلك أن ينظف الطبيب الأذن تنظيفًا كاملًا من التراكمات والإفرازات، ويتم اللجوء لقطرات الأذن الموضعية المضادة للفطريات والمعالجة لها، وأحيانًا يُنصح بمراهم وكريمات موضعية لعلاج الفطريات التي على صيوان الأذن أو الممتدة لخارج الأذن، وأحيانًا تُقدم الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم لأن بعض الفطريات تُقاوم القطرات الموضعية والمراهم فتؤخذ علاجات داخلية بالإضافة لمسكنات الألم التي تُصرف بلا وصفات طبية كالباراسيتامول.
وللوقاية من ظهور الفطريات ونموها يُنصح بالحرص على تغطية الأذن قبل الدخول للماء والسباحة باستخدام سدادات الأذن والقبعات المخصصة لذلك، وتجنب إدخال المواد الحادة وحك الأذن بها أو خدشها، وهناك قطرات تحتوي حمض الخليك يُنصح بوضعها إن وصل الماء لأذنيك أو بعد السباحة مباشرةً في حال عدم إغلاقها كما ذُكر.
ويجب على المُصاب مراجعة الطبيب فور ظهور الأعراض لتجنب حدوث مضاعفات سلبية أكثر سوءًا، إذ أن ثقب طبلة الأذن وفقد السمع، ووصول العدوى للعظام الصدغية هو الأكثر شيوعًا، وفي حال عدم الحرص على العلاج الصحيح واستمراريته تُصبح فطريات الأذن داءً مزمنًا