إن المفاهيم الخاطئة والخرافات حول بعض المشكلات الصحية وتصديقها من قبل المرضى والعمل بها قد يزيد من فرص الإصابة بمضاعفات صحية نتيجة ذلك, لأن غالبا هذه المفاهيم لا أساس طبي لها وهي مجرد خرافات تناقلت من جيل لأخر لذلك من المهم دائما أن يكون المريض على دراية ومعرفة بأكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بطبيعة المشكلة الصحية التي يعاني منها, ومن هذه المشكلات الصحية هي إرتفاع ضغط الدم المعروف عنه أنه مرض مزمن يستمر مع المريض مدى الحياة, ومع إنتشار أعداد المصابين به حول العالم لا بد من التنويه أن هناك العديد من الخرافات المتعلقة بهذا المرض سنذكرها في سياق التقرير.
أبرز المفاهيم الخاطئة والخرافات المتعلقة بضغط الدم
مفاهيم وخرافات عديدة متعلقة بضغط الدم تعتبر ذات إنتشار كبير بالرغم من عدم صحتها, ومن أبرز هذه الخرافات وتصحيحها هي:
1_ "إرتفاع مستوى ضغط الدم ليس مشكلة خطيرة", حيث الكثير من الأشخاص يعتقدون أن إرتفاع ضغط الدم مجرد مشكلة صحية بسيطة لكن ذلك أمر غير صحيح على الإطلاق بل العكس لدرجة أن الاطباء يطلقون على إرتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت, خاصة أن أغلب حالات المصابين لا تظهر عليهم أعراض دالة على الإصابة به وهذا دليل على خطورته الكبيرة التي تصل للوفاة في بعض الأحيان, وتحديدا إذا إستمر إرتفاع ضغط الدم لمدة طويلة بدون معرفة المريض فهذا يجعله عرضة للكثير من المضاعفات الخطيرة من أبرزها الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
2_"لا يمكن السيطرة على مستويات ضغط الدم", وهذا ايضا من ضمن الخرافات المنتشرة حول إرتفاع ضغط الدم وأنه ليس بمقدور المريض أن يعمل على تنظيم والسيطرة على الإرتفاع في مستويات ضغط الدم وهذا أمر غير صحيح لأن اللجوء لتناول الأدوية المخصصة لذلك مع إجراء تغيرات في نمط حياة وتغذية المريض كفيلة بتنظيم مستويات ضغط الدم وعودتها إلى طبيعتها بعيدا عن الإرتفاع.
3_"مستوى ضغط الدم الإنقباضي مهم أكثر من مستوى ضغط الدم الإنبساطي", وهذه مسألة ليست صحيحة على الإطلاق ولتوضيح ذلك أكثر فإنه دائما عند قياس مستوى ضغط الدم يظهر لدينا في النتيجة النهائية رقمين معا يكون الأول هو عبارة عن ضغط الدم الإنقباضي الذي يجب أن يتراوح بين 120_129 ملم زئبق, والثاني عبارة عن ضغط الدم الإنبساطي الذي يجب ان لا ينخفض عن 80 ملم زئبق, لذلك من الخطأ إعتبار مستويات ضغط الدم الإنبساطي غير مهمة خاصة إن إنخفاضها يزيد من فرص الإصابة بالكثير من المضاعفات الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
4_"ممارسة التمارين الرياضية كفيلة للإيقاف الأدوية المخصصة لإرتفاع ضغط الدم", فهذا خاطئ تماما لأن التمارين الرياضية لا تغني عن تناول الأدوية المخصصة لإرتفاع ضغط الدم ولا تحل مكانها, وبالرغم من ذلك لا بد من تواجد الرياضية بشكل يومي في حياة مريض ضغط الدم خاصة إذا كان يعاني من السمنة او زيادة في الوزن ومن هذه التمارين الرياضية هي السباحة او المشي وغيرها.
5_"يجب قياس مستوى ضغط الدم بشكل يومي", بالرغم من أن بعض الأطباء ينصحون بذلك ويشددون على اهمية هذه المسألة لكن هناك أطباء أخرون وجهة نظرهم عكس ذلك فهم لا ينصحون بقياس ضغط الدم كل يوم حتى لا يصبح المريض لديه هوس بهذه المسألة وحينها قد تصبح عملية القياس مصدر توتر وقلق لدى المريض ومثل هذه الإنفعالات تعمل على إرتفاع مستوى ضغط الدم, لذلك ينصح هؤلاء الأطباء بقياس ضغط الدم قبل موعد زيارة الطبيب بأيام او عندما يشعر المريض بأنه ليس جيدا.
6_"أدوية ضغط الدم دائما فعالة ولها نتائج", وهذه من المسائل الخاطئة والملفتة بذات الوقت حيث ليس دائما الأدوية المخصصة لإرتفاع ضغط الدم قد تكون فعالة وتحقق الهدف المطلوب, فحسب الإحصائيات هناك 5_10% من مرضى إرتفاع ضغط الدم يقاومون الأدوية بكافة أنواعها ولا يستجيبون لها! وغالبا تكون الهرمونات هي السبب وراء هذه المقاومة وعدم الإستجابة لكن دائما ينصح المرضى من هذا النوع بعمل التحاليل والفحوصات اللازمة ليستطيع الطبيب تحديد المشكلة بشكل دقيق ووصف الدواء المناسب.
7_"تناول الأدوية مسألة كافية للسيطرة على ضغط الدم", وهذه مسألة خاطئة تماما لأن هناك العديد من الأساليب التي من شأنها السيطرة وتنظيم مستوى ضغط الدم في حال إرتفاعه إلى جانب الأدوية ولا تقل أهمية عن العلاج الدوائي, مثل الإقلاع عن التدخين وشرب كميات كبيرة من الماء وتناول طعام صحي مليء بالألياف والخضار والفاكهة والإبتعاد عن الأطعمة ذات الدهون الحيوانية وتقليل كميات الملح في الطعام.
8_"النظام الغذائي لمريض ضغط الدم يجب أن يخلو تماما من الملح", في الواقع يعد هذا أمرا خاطئا فصحيح أن كميات الملح المتناولة تؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم وتحدث إرتفاعا به لكن لا يعني ذلك تجنب تناوله تماما, لأن ذلك يشكل خطرا إضافيا على صحة المريض عكس المتعارف عليه والأصح هو الحد من إستهلاكها قدر المستطاع.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم
