مرض الجثة الحية الذي يعتبر واحدا من الإضطرابات النفسية النادرة حيث يعاني خلالها المريض من الأوهام والتشكيك بوجوه او و أوهام بوجود أحد أعضاء جسده, وهذا ما يطلق عليه مرض الجثة الحية او متلازمة كوتار نسبة إلى العالم الفرنسيجول كوتار الذي قام بإكتشاف المرض.
وخلال إصابة المريض بهذه المتلازمة فإن هناك العديد من الأعراض الغريبة التي تظهر عليه والتي تبدأ بعدم معرفة المريض لنفسة في حال نظر إلى نفسة بالمرآة, كما أنه لا يهتم بالجانب الإجتماعي حيث يفضل العزلة والإنطوائية, وغالبا ما يشعر مريض كوتار بالخوف والقلق والرعب المتواصل, عدا أنه يكون شخص فاقد القدرة على الشعور بالحياة والواقع فيكون بذلك شخص على قيد الحياة ولكنه ميت بالمشاعر وما يمر به من تغيرات نفسية ومن هنا سمي المرض الجثة الحية.
ولمتلازمة كوتار العديد من المراحل والتي تنقسم إلى:
_المرحلة الأولى, يشعر فيها المريض بالإكتئاب والقلق والخوف الكبير بشكل غير طبيعي عدا عن خوفه من الإصابة بأي مرض.
_المرحلة الثانية, تبدأ هنا الأعراض الأساسية للمرض بالظهور مثل الأوهام التي تدور برأسه وحديثه أنه ميت وغير موجود او أنه لا يموت وسيبقى خالدا بالإضافة إلى إستمرار شعوره بالقلق والسلبية.
_المرحلة الثالثة, وتسمى المرحلة المزمنة التي فيها تزيد حدة الإكتئاب عند المريض ويصبح شديدا بالإضافة إلى شعوره الزائد بالاوهام ايضا.
وفيما يتعلق بكيفية تشخيص المرض فإن ذلك يتم من خلال الأعراض التي يمر بها ويشعر بها المريض, بالإضافة إلى أنه يتم مراقبة طبيعة كلامه والأفكار التي يتحدث بها ومراقبة تصرفاته وسلوكياته عدا عن ضرورة معرفة الطبيب لأي تاريخ مرضي للمصاب سواء إذا كان لديه إكتئاب حاليا او بأوقات ماضية او إذا مصابا ببعض الامراض العقلية, لأن متلازمة كوتار لا يوجد معايير محددة وواحدة من أجل تشخيصها من قبل الطبيب كالأمراض الاخرى.
وواحدة من المعلومات الافتة حول متلازمة كوتار أنه عادة يصيب الأشخاص بسن الخمسين بشكل كبير, عدا عن أن فرصة إصابة النساء به تعد أكبر من الرجال, وقد يرافق الإصابة بمتلازمة كوتار الإصابة ببعض المتلازمات الاخرى مثل "كابجراس" التي خلالها يتوهم المريض بهذه المتلازمة بأنه تم إستبدال اللأفراد في عائلته بأشخاص أخرين زائفين غير حقيقين لا يقربون إليه, وبالفعل هذا ما حصل في عام 2008 حيث تم الإبلاغ عن حالة مرضية وهي لإحدى السيدات تبلغ 53 عاما قامت عائلتها بإدخالها إلى المستشفى لأنها تتوهم بأوهام غريبة مفادها أن أفراد أسرتها جميعهم قد ماتوا وأن لهم رائحه تشبه رائحة السمك المتعفن ولم تتوقف أوهامها هنا لا فقد طلبت ضرورة إدخالهم إلى المشرحة لأنه قد ماتوا!
وهناك العديد من المضاعفات للإصابة بهذا المرض ومنها:
_الإمتناع عن تناول الطعام والشراب, مما يؤدي إلى الشعور بالألم والجوع وقد يصل إلى سوء التغذية او الوفاة بسبب الجوع.
_الشعور بالإكتئاب بدرجة كبيرة وزيادة عزلته عن الأخرين.
_الإمتناع عن الإهتمام بالنظافة الشخصية والإستحمام.
_ظهور مشكلات جلدية وبالأسنان بسبب قلة الإهتمام بالنظافة الشخصية.
_محاول المريض الإنتحار, حيث يمكن أن يلجأوا لهذه الطريقة لإثبات أنهم بالفعل أموات وليسوا أحياء.
والجانب الأخير هو العلاج الذي يقدم لمرضى متلازمة كوتار:
بداية لا بد من معرفة أنه تختلف الخيارات المتعلقة بالعلاج وذلك بناء على طبيعة الحالة المرضية عند المصاب بهذه المتلازمة ومدى تطورها وما إذا كان المصاب يعاني من امراض أخرى عقلية أم لا, لكن عموما هناك إجماع من الاطباء على أهمية اللجوء للعلاج من خلال إتباع الصدمات الكهربائية الذي يقوم على مبدأ تمرير التيارات الكهربائية ووصولها إلى منطقة الدماغ, لكن يترتب على هذا العلاج بعض الأثار والمضاعفات الجانبية مثل فقدان المريض للذاكرة او الشعور بالغثيان وغيرها, ذلك من الأفضل أن يتم العلاج بطرق أخرى تكون أكثر أمانا مثل الأدوية وأبرزها مضادات الذهان, او مضادات الإكتئاب, وأدوية اخرى تقوم على تثبيت المزاج, بالإضافة إلى ضرورة خضعوع المريض العلاج النفسي والسلوكي للمريض بمتلازمة كوتار.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم