قلق وخوف كبيرين يعتري نفوس المرضى المصابين بإرتفاع ضغط الدم, خاصة أنهم يعلمون جيدا أنه من الأمراض المزمنة والذي ينتج عنه مضاعفات صحية خطيرة تصل إلى تلف بعض الأعضاء, كما أن مرض إرتفاع ضغط الدم قابل للتطور بشكل كبير خاصة لدى كبار السن والذين يعانون من أمراض إضافية كأمراض القلب وغير ذلك, لكن لا داعي للتفكير الزائد فلا مرض او مشكلة صحية لا علاج لها او على الأقل أدوية تخفف فرص الإصابة بالمضاعفات الناتجة عنها, ومن ضمنها إرتفاع ضغط الدم الذي ستناول خلال هذا التقرير الجانب العلاجي منه.
الشفاء من المرض!
بداية لا بد من مرضى إرتفاع ضغط الدم أن يلعموا جيدا أن هذا المرض لا يمكن الشفاء منه نهائيا فهو مرض مستمر مدى الحياة, لكن مع تقدم الطب أصبح هناك علاج دوائي يمكن للمريض تناوله وذلك إعتمادا على حالته الصحية ودرجة المرض لديه ومدى وجود أمراض أخرى مصاب بها, فكل ذلك يلعب دور بتحديد الأدوية التي سيصرفها الطبيب لمرض إرتفاع ضغط الدم.
العلاج كيف يُحدد؟
إن علاج إرتفاع ضغط الدم في العادة يُحدد بناء على مرحلة المرض لديه أي ليس كل المراحل يجب تناول علاج مخصص لإرتفاع ضغط الدم, إذن المرحلة تحدد طبيعة العلاج ويمكن تقسيم ذلك إلى:
_ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي, وهي مرحلة يكون خلالها مستوى ضغط الدم طبيعي جدا حيث يكون الإنقباضي لا يتجاوز ال120 ميلليتر/ زئبق والضغط الإنبساطي 80 ميلليتر زئبقي.
_ضغط الدم المرتفع, وهي مرحلة يكون فيها ضغط الدم مرتفع لكن بشكل بسيط حيث يتراوح الضغط الإنقباضي120_129 ملم زئبقي أما الإنبساطي فلا يتجاوز ال80 ملم زئبقي.
والعلاج خلال هذه المرحلة لا يكون بإعطاء الأدوية حتى أنه لا يُنصح أبدا بتناول الأدوية خلال هذه المرحلة, وإنما يمكن الإكتفاء فقط بتعديلات على أنماط حياة الشخص كإجرءا تغييرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
_ضغط الدم في المرحلة الأولى, وهي المرحلة التي يكون فيها ضغط الدم مرتفع حيث يصل الضغط الإنقباضي بين 130_ 139 ملم زئبقي اما الإنبساطي فيتراوح بين 80_89 ملم زئبقي.
والعلاج خلال هذه المرحلة يكون بالإعتماد بشكل أساسي على اجراء تعديلات في نظام حياة المريض كالتغذية والرياضة خاصة إذا لم يكن لدى الشخص أي عوامل تزيد من فرص إصابته الفعلية بالمرض, لكن في بعض الحالات قد يبدأ بعض المرضى خلال هذه المرحلة بتناول بعض الانواع من الأدوية بعد إستشارة الطبيب, والسبب هو رغبتهم بتقليل مستوى ضغط الدم لديهم وجعله ضمن مستويات طبيعية من خلال الدواء حتى يكونوا أكثر صحة.
_ضغط الدم في المرحلة الثانية, وهذه المرحلة يكون فيها مستوى ضغط الدم مرتفع بشكل كبير حيث يصل الضغط الإنقباضي إلى 140 ملم زئبقي وأكثر والإنبساطي قد يصل إلى 90 ملم زئبقي واكثر, غالبا خلال هذه المرحلة يكون المريض بحاجة إلى بدء إستخدام الأدوية.
كيف يحدد الدواء المناسب لمرضى إرتفاع الضغط؟
ليس جميع مرضى إرتفاع ضغط الدم يتناولون ذات الدواء وذات الجرعات وذات الأنواع فلكل مريض خصوصية بذلك تجعل أمر علاجه مختلف عن الأخر, لكن جميع أدوية إرتفاع ضغط الدم هدفها الأساسي تخفيض مستوياته وجعلها طبيعية قدر الإمكان.
ويعتمد علاج إرتفاع ضغط الدم على مسائل أساسية وهي التدرج والتجريب والتسلسل وبناء على أكثر من نهج حسب تقديرات الطبيب, سواء إتباع النهج المتسلسل أي لجوء الطبيب إلى إستخدام دواء محدد للمريض لكن في حال عدم إستجابته لهذا النوع او لم ينخفض مستوى ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي والمطلوب يقوم الطبيب بإستبدال النوع الأول بنوع أخر مختلف, او في حالات إخرى قد يضطر الطبيب لإضافة أكثر من دواء للمريض وهذا النهج يسمى بالنهج التدريجي, كما قد يقوم الطبيب بإضافة أكثر من نوع من الأدوية الخافضة للضغط خاصة الحالات التي يكون فيها ضغط الدم أكثر من 90/140 ملم زئبقي.
أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج إرتفاع ضغط الدم
هناك الكثير من أنواع الأدوية التي يصرفها الطبيب لمرضى إرتفاع ضغط الدم ومنها:
_مدرات البول, والتي يكون الهدف منها تخلص جسم المريض من أكبر كميات ممكنة من السوائل والأملاح في الجسم, وهناك 3 أنواع من مدرات البول وهي:
1.مدرات الثيازيد.
2.مدرات البول العرويّة.
3.مدرات البول المستبقية للبوتاسيوم.
_مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتينسن, وهو دواء يرتكز على التقليل قدر الإمكان من إفراز مركب الأنجيونينسن في الجسم مما ينتج عن ذلك إسترخاء الأوعية الدموية وتخفيض مستوى ضغط الدم.
_حاصرات مستقبلات بيتا.
_مضادات مستقبلات الانجيوتينسن.
_حاصرات قنوات الكالسيوم.
بالطبع هناك أنواع أخرى عديدة من الأدوية التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع لكن ما ذكرناه سابقا هي أشهر الأنواع وأكثرها إنتشارا.
الأثار الجانبية المحتملة
من المهم معرفة أن إستخدام أدوية الضغط الدم المرتفع ليس دائما ينطوي عليها الإصابة بأثار جانبية, لكن هناك حالات أخرى يصاب فيها المريض ببعض التأثيرات البسطية, ومن أبرز تلك التأثيرات التي تظهر عند إستخدام بعض الأنواع من الأدوية هي:
_الشعور بالدوار عند إستخدام مضادات مستقبلات الأنجيوتينسن.
_الإصابة بالكحة في بعض الحالات التي يتم فيها إستخدام مثبطات الأنزيم المحول للإنجيوتينسن.
_الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل الدوار, الإمساك, تورمات في الكاحل في بعض الحالات التي يتم فيها إستخدام حاصرات قنوات الكالسيوم.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم