الجراحة العامة هو تخصص في العلوم الطبية يركز على العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها بشكل أساسي على أجزاء البطن من جسم الإنسان، ويقوم بتشخيص المرضى وتحديد إذا ما كانت تحتاج لتدخل جراحي أم لا، وبعد ذلك تقييم حالة المرضى وتحديد فيما إذا كانت صحتهم قابلة لتحمّل العلاج بالجراحة، أيضاً يهتم الجرّاحون بالعناية بالمرضى ورعايتهم قبل إجراء العملية وخلالها وبعدها.
مجالات الجراحة
جراحة الحوادث
تقع المسؤولية العظمى في علاج الإصابات في الولايات المتحدة وكندا على الجراحة العامة ويحصل بعض الجرّاحين على تدريب متقدم وشهادة للتخصص في هذا المجال فقط. يجب على الجرّاحين العامين أن يكونوا قادرين على التعامل مع جميع الحالات التي تستدعي عملية جراحية طارئة فغالباً يكونون أول من يُستدعى لأي مريض في حالة حرجة أو مصاب بشكل خطير ويجب أن يقوموا بإجراءات عديدة لضمان استقرار حالة المريض مثل إدخال أنبوب التنفس وثقب الجمجمة وفتح الغشاء الحلقي أوإجراء عمليات فتح البطن الطارئة لإيقاف النزيف.
كل الجرّاحين العامين مدربين على الجراحات الطارئة. ويتعاملون مع حالات النزيف والالتهابات وانسدادات الأمعاء وثقب الاعضاء. تعد عملية استئصال المرارة من أشهر العمليات الجراحية على مستوى العالم وغالباً تكون في مواعيد محددة لكن من الممكن أن تلتهب المرارة بشكل حاد وتستدعي عملية طارئة، كما تعد عمليات انفجار الزائدة الدودية وانسداد الأمعاء الدقيقة من أشهر العمليات الطارئة.
جراحة المناظير
هي إحدى التخصصات الجديدة نوعاً ما التي تعتمد على استخدام تقنيات وأدوات دقيقة باستخدام الكاميرا من خلال إحداث قطوع صغيرة (0,3-1سم) وتندرج جراحات الرجل الآلي تحت جراحة المناظير. يمكن إزالة المرارة والزائدة الدودية والقولون باستخدام هذه التقنية. كما أن عمليات إصلاح الفتوق أصبحت تُجرى غالباً بالمناظير الآن ومعظم جراحات السمنة كذلك ويُتوقع أن يكون الجرّاحين الذين تدربوا في هذه الفترة من المتخصصين في إجراءات المناظير.
جراحة القولون
يعالج أطباء الجراحة العامة العديد من أمراض القولون والمستقيم الكبرى أوالصغرى متضمنة أمراض الأمعاء الالتهابية (مثل القولون المتقرح أو مرض كورنز) والتهاب الزوائد وسرطان القولون والنزيف من الجهاز الهضمي والبواسير.
جراحة الثدي
يعمل الجرّاحين العامين معظم عمليات الثدي غير التجميلية بدءاً بإزالة الأورام إلى استئصال الثدي خصوصاً من أجل تشخيص سرطان الثدي.
جراحة الأوعية الدموية
يستطيع المتخصصون في الجراحة العامة القيام بعمليات الأوعية الدموية إذا تلقوا تدريباً خاصاً وشهادة في جراحة الأوعية، ما عدا ذلك تُؤدى تلك العمليات بواسطة جرّاح أوعية دموية متخصص مع أنه لديه القدرة على علاج أمراض الأوعية الدموية البسيطة.
جراحة الغدد الصماء
يتم تدريب المتخصصين في الجراحة العامة على إزالة الغدة الدرقية أو جزء منها أو غدد الجارات الدرقية في الرقبة والغدد الكظرية فوق الكلى في البطن وفي معظم المجتمعات هم الوحيدون المدربون على ذلك. أما في بعض المجتمعات التي لديها عدد من التخصصات الدقيقة فإنه يمكن للجرّاحين المتخصصين القيام بمثل هذه العمليات.
جراحة الجلدية
يقوم المتخصصون في الجراحة العامة بأنواع متعددة ومختلفة من الجراحات المتعلقة بالجلد من مجرد إزالة شامة مشتبه بها إلى علاج الحروق العظمى، كما يستطيعون إزالة الأورام التي تنمو تحت الجلد مثل الأورام الدهنية وأورام العضلات أو الأنسجة. يعالجون أيضاً أمراض جلدية أخرى معقدة أو التهابات تحت الجلد وغالباً ما يقومون بوضع رقع جلدية لتغطية العيوب الجلدية الناتجة من الحروق والإصابات.
مسؤوليات الجراح العام
للجرّاح العام العديد من المسؤوليات:
فحص المرضى وإجراء التشخيصات لتحديد الحاجة إلى الجراحة.
مراجعة التاريخ الطبي للمريض والتخطيط لأفضل إجراء للعلاج.
تقييم وتقديم المشورة للمرضى بشأن المخاطر التي تنطوي عليها الجراحة.
القيام بالإجراءات الجراحية لمنع أو لتصحيح الإصابة والمرض والتشوهات ووظيفة المريض، مع الالتزام بالبروتوكولات التنظيمية والأخلاقية.
اتباع التقنيات الجراحية المعمول بها أثناء الجراحة.
وصف العلاج والإجراءات قبل الجراحة وبعدها. التأكد من التعقيم في غرفة العمليات وجميع المعدات والأدوات.
توجيه وتنسيق أنشطة موظفي المستشفى؛ من أجل رعاية المرضى المناسبة.
الإشراف على جميع العلاجات قبل الجراحة وبعدها، وتحديد المخاطر المرتبطة بها.
الحفاظ على أعلى درجات الاحترام لخصوصية المريض والالتزام بمبادئ المستشفى الذي يعمل به.
تخطيط وتنفيذ برامج الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة.
تنسيق اجتماعات المتابعة مع المرضى ومراقبة الحالات الصحية بعد الجراحة أو العلاج.
إجراء البحوث لتطوير واختبار التقنيات الجراحية من أجل تحسين الإجراءات والجراحة.
مميزات دراسة الجراحة العامة
الشعور بالرضى والراحة النفسية: إذا كان الفرد من النوع الذي يستمتع تماماً بمساعدة الآخرين، فإن هذا المسار الوظيفي مليء بفرصة تقديم الخدمة والدعم للآخرين بالإضافة إلى إنقاذ الأرواح.
التطوير الوظيفي والفكري المستمر: بالنسبة لأولئك الأفراد الذين يحبون ويقدّرون التحفيز العقلي المستمر، فإن عدداً قليلاً من المهن لديها مهارات عملية يتم تطبيقها بانتظام مثل المجال الطبي، فهُنا يتعلم الجراحون باستمرار أثناء العمل مع تحديث الطب والتكنولوجيا وتطورهما باستمرار، وتتطور عقولهم ويتعلمون ويطبقون العلوم الطبية الجديدة كل يوم تقريباً.
مسارات وظيفية مختلفة: يمكن للجراحين الطموحين الاختيار من بين أكثر من عشرة مجالات، تتراوح من الجراحة العامة إلى مجالات أكثر تخصصاً مثل جراحة العظام والجراحة التجميلية وغيرها الكثير.
مساعدة الآخرين: لا يساعد الجراحون مرضاهم فحسب، بل يساعدون أيضاً الأطباء الطموحين الآخرين، ويستفيد العديد من الخبراء الطبيين من تعليم الطلاب والمرضى عن الطب، من خلال البحث والتعاون مع خبراء طبيين آخرين.
مهنة محترمة: يعتبر الكثيرون المجال الطبي من أكثر المهن احترامًا، ويحمل في طياته مكانة اجتماعية أعلى من معظم المهن.
سلبيات دراسة الجراحة العامة
التعليم باهظ الثمن: على الرغم من أن راتب الجراح يبدأ مرتفعًا جداً ويستمر في الارتفاع طوال بقية حياته المهنية، إلا أن معظم طلاب الطب يتخرجون عادةً بدين مالي كبير، فقد يستغرق سداد الديون سنوات عديدة.
الشعور بالضغط النفسي: يمكن أن تكون مهنة الطب عاطفية للغاية ومرهقة. وفي بعض الأحيان يشعر الطبيب بشعور رضى عند إنقاذ أرواح وحياة المرضى، فبمجرد أن يبدأ الطبيب بالتدريب، يمكن أن يؤثر ذلك على صحته العاطفية عندما يقابل مرضى لا يمكنه إنقاذهم، بالإضافة إلى ساعات عمل طويلة وإجراءات صعبة وبيئة عمل مرهقة ومسؤولية كبيرة؛ ممّا يؤدي إلى الاكتئاب أو على الأقل مشاكل القلق.
استغراق الكثير من الوقت: لا يخضع الجراحون لما يصل إلى 15 عاماً او أكثر من التعليم والتدريب فحسب، بل يتعيَّن عليهم أيضاً العمل لساعات طويلة، ويمكن أن يتداخل هذا مع الحياة الشخصية للفرد، ممّا يحدّ من مقدار الوقت الذي يقضيه الجرّاح مع العائلة والأصدقاء.
دعاوى قضائية: الجانب المؤسف للجراح هو احتمال كبير لمواجهة دعاوى سوء الممارسة الطبية؛ حيث تحدث الأخطاء في جميع المهن، ولكن بالنسبة للمهنيين الطبيين، يمكن أن تكون الأخطاء ضارة جسدياً وحتى من الممكن أن تكون مميتة، وإذا حصل خطأ فإن اهل المريض قد يرفعون على الجرّاح دعوة قضائية.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم