في زمن سهولة ضخ المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي و افتقار هذه المنصات الى ما كان يعرف بحارس البوابة، اصبح المتلقي عرضة للمعلومات المغلوطة او التي تحمل بين سطورها ما قد يقود الى سلوكيات خاطئ.
و سرعان ما تنتشر هذه المعلومات بين الناس و يتأثر بها الكثير بجعلها كالمسلمات التي يطبقها الناس على انفسهم.
فالعلم بجميع انواعه امانة على متعلمه و ناقله، فقبل نقل المعلومة يجب التأكد منها ومن مصداقيتها و من ثم نشرها و افادة الناس بها، فحسن النية في افائدة الناس لا يغفر لناشرها نشر المعلومة من دون التأكد منها.
اليكم خمس معلومات مغلوطات عن العلاج الطبيعي:
1)بعد الانتهاء من جلسات العلاج الطبيعي تكون قد شفيت و لن تعود لك الاصابة
هذا اكثر معتقد مغلوط انتشارا، أن تكون استفدت من جلساتك و ذهب عنك الالم لا يعني أن هذا هو الحل الكامل لنهاية الحياة من نفس المشكلة، فخلال جلساتك كنت تمارس التمارين العلاجية التي جعلت عضلاتك مرنة و نشيطة، فترك هذه التمارين يعني عودة الضعف و بالاتالي الالم
فالمعلومة الصحيحة انه "ما دمت تمارس التمارين و التعليمات التي اعطيت لك من قبل المعالج فانت في مأمن من الام باذن الله"
2) العلاج الطبيعي فقط لمن عمل عملية او أصيب باصابة
يظن الناس ان الاصابة هي شرط مسبق للعلاج الطبيعي و لا يحتاجه من لم يصاب
و الصحيح ان جزء كبير من العلاج الطبيعي يكمن حول الوقاية، فيمكنك الذهاب الى المعالج و استشارته حول وضعية جسمك على سبيل المثال و ايضا مناقشة طبيعة نشاطاتك اليومية من وقت الجلوس الى النشاط الرياضي الى طريقة النوم و دور المعالج ان يثقفك حول الاجراء السليم في هذه الامور
فالمعلومة الصحيحه ان " العلاج الطبيعي يفيد المصابين و غير المصابين"
3) العلاج الطبيعي هو مساج و كهرباء
بعض الجهات الغير أمينة و الخالية من الاتقان تشوه صورة المهنة بأكملها و هذا ضد الدين، فالله تعالى يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه. و ينعكس هذا التقصير على الناس بالبعد التام عن هذه المهنة و فقدانها مصداقيتها و خسارة فوائدها، فكون المساج او التدليك العلاجي و الكهرباء جزء من العلاج الطبيعي لا يعني انه انحصر فيهما، فهناك التمارين العلاجية و التي تمثل 50 بالمئة من العلاج بالاضافة الى المعلومات التثقيفية المتعلقة بطريقة الحياة و كيفيتها الصحيحة وهي ايضا مهمة جدا.
فالمعلومة الصحيحة ان "العلاج الطبيعي يتكون من العلاج اليدوي و الكهربائي و التمارين العلاجية و التثقيف"
اذا اردت التعرف على العلاج الطبيعي فشاهد الفيديو الاول في السلسلة
4) جلستي الاولى كانت عبارة عن تمارين بامكاني عملها لوحدي في المنزل
معرفة المريض المسبقة لبعض التمارين التي فعلها في الجلسة لا تعني انه على علم بالتمارين الأخرى القادمة في رحلة علاجه، او بالتدرج المناسب في زاوية التمرين و طريقة ادائه، فمن مهمات المعالج الطبيعي المهتم بتخصصه، الامين على مرضاه مواكبة العلم و الدراسات الجديدة التي تقارن فعالية التمارين ببعضها و التدرج المناسب في كل تمرين بالتزامن مع المرحلة الاستشفائي التي يخوض فيها المريض .
بالمقابل فان اداء تمرين بطريقة خاطئه او ليس في الوقت المناسب قد تعرض المريض الى الاصابة او زيادم الالم.
فالمعلومة الصحيحة هي ان " هنالك تفاصيل كثيرة في اختيار التمرين و التدرج في ادائه و يعلمها المعالج الطبيعي بعد الدراسة المطولة"
5) توقف عن التمرين ان شعرت بتسارع النفس
عدم وجود خلفية رياضية لبعض المرضى تجعلهم يظنون ان التسارع في النفس اثناء اداء التمرين شئ خطأ ويخافون من جلطات القلب، مع ان العلم يقول غير ذلك، فالتسارع في نبضات القلب و النفس تعني ان العضلات تبذل جهد و تحتاج الى دم للتغذى بالاكسجين الطاقة مما يزيد من ضخ القلب للدم وهذا كله شئ محمود.
مع التحفظ على بعض المرضى الذين يعانون من امراض مزمنة في القلب او الجهاز التنفسي، فهاؤلاء يكون معهم فحوصات مسبقة و يتم التعامل معهم بطريقة تحفظية في اداء التمارين
فالمعلومة الصحيحة ان " تسارع النفس و زيادة ضربات القلب شيء جيد
يذكر انه ما بين 10 الى 11 بالمئة نسبة المرضى الذين يراجعون المعالج الطبيعي و عليه فان نسبة كبيرة من الناس لا تدرك كمية الفائدة التي يمكن ان يقدمها لهم العلاج الطبيعي.
موسوعة طبكم المعرفية _ منصة طبكم