مسألة تلقي بعض المطاعيم قد تبدو أمرا عاديا ما لم يكن التطعيم يتعلق بالسيدات الحوامل او الأطفال, لأن الكثيرون يعتقدون أنه من الخطأ على الحامل أن تتلقى أي مطعوم خلال فترة حملها وآخرون يرون أن لليس للأطفال أي قدرة صحية على تحمل تلقي المطعوم لذلك يحدث جدل في هذا الشأن وحول مدى آمان المطاعيم على صحة تلك الفئات, فهل هذه الإعتقادات صحيحة؟ أم يُنصح أن تتلقى الحوامل والأطفال بعض المطاعيم مثل مطعوم الإنفلونزا؟ هذا ما سنتعرف عليه في سياق تقريرنا.
مطعوم الإنفلونزا والحامل
في الواقع يعد أخذ الحامل لمطعوم الإنفلونزا مسألة آمنة تماما بل ينصح بها بشكل كبير من قبل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالإضافة إلى الكلية الامريكية لأطباء أمراض النساء والتوليد, خاصة إذا تزامنت فترة حملها خلال الأشهر التي تنتشر فيها فيروسات الإنفلونزا بشكل أكبر وبصرف النظر عن المرحلة الزمنية التي وصلت الحامل فيها فترة الحمل.
وإليكم أبرز فوائد تلقي الحامل لمطعوم الإنفلونزا:
_حماية الأم من الإصابة بالإنفلونزا او أي من مضاعفاتها, لأن هناك الكثير من الحالات تكون الإنفلونزا اكثر شدة على السيدات خلال الحمل وهذا بسبب التغيرات الكبيرة التي تحدث خلال أشهر الحمل في الجهاز المناعي والرئة والقلب لديها, لذلك يأتي مطعوم الإنفلونزا حتى يحميها من كل ذلك بالإضافة إلى تقليل خطر تعرضها لأي مضاعفات ناتجة عن الإنفلونزا وإمكانية الدخول إلى المستشفى بسبب ذلك بنسبة 40%.
_حماية الجنين من أي مشاكل صحية بسبب إصابة الأم بالإنفلونزا, فعلى سبيل المثال قد يؤدي إصابة الأم بإرتفاع في درجة حرارة جسدها بسبب الإنفلونزا إلى إصابة الجنين ببعض التشوهات الخلقية ومشاكل صحية أخرى عديدة.
_حماية فئة الأطفال الرضّع بعد ولاتهم, حيث يسهم مطعوم الإنفلونزا بحماية الأطفال حديثي الولادة من الإصابة بها لكن ذلك يكون من خلال تلقي الأم الحامل للمطعوم فإن الأجسام المضادة التي تتكون في جسدها ينتقل جزءا منها إليه من خلال المشيمة ومع حليب الثدي في حال الرضاعة الطبيعة لأن الأطفال حديثي الولادة بطبيعة الحال لا يستطيعون تلقي المطعوم قبل بلوغهم الستة أشهر.
مطعوم الإنفلونزا والأطفال
أما بالنسبة إلى فئة الأطفال فإنها في أغلب الحالات تحتاج إلى تلقي مطعوم الإنفلونزا وهذا ما توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها, حيث أن كل طفل قد بلغ ستة أشهر أصبح متاحا له تلقي مطعوم الإنفلونزا ويفضل أن يكون ذلك خلال فترة زمنية محددة وهي مع نهاية شهر أكتوبر_تشرين الأول, حيث يسهم المطعوم بشكل كبير في تخفيض خطر التعرض للوفاة بسبب الإنفلونزا ومضاعفاتها الصحية سواء لدى الأطفال الأصحاء او حتى الذين لديهم أمراض مختلفة.
وهناك مجموعة من المسائل من المهم معرفتها حول تلقي الأطفال مطعوم الإنفلونزا وهي:
_يمكن لأي طفل بلغ الستة أشهر أن يتلقى مطعوم الإنفلونزا وقد تظهر عليهم بعض الآثار الجانبية التي لا تشكل خطرا على صحتهم مثل إحمرار لون الوجه وتورم في مكان تلقي الحُقنة وإرتفاع في درجة حرارة الجسم وألم في العضلات وتعب عام.
_ بالنسبة للمطاعيم التي تكون على شكل بخاخات أنف يمكن إعطاؤها للأطفال الذين يبلغون ستة أشهر ولا يعانون من أي مشاكل صحية وأمراض, وقد تظهر لديهم بعض الأعراض الجانبية مثل: سيلان الأنف وإستفراغ وصدور صوت أزيز عند التنفس وإرتفاع بسيط في حرارة الجسم, علما أن المطاعيم على شكل البخاخات تحتوي فيروسات نشطة أي حيّة.
موسوعة دروب المعرفية - منصة طبكم